لقد كانت مُجرد لُعبة سخيفة، تراهات مراهقين في ساعة متأخرة من الليل..
ما الذي حدث في هذا الشهر لتتغير حياتنا وتنجرف إلى مصيرٍ أخر بهذا الشكل؟
بدأت في منتصف الشهر الخامس من عام ٢٠٢١م.
وانتهت في أوائل الشهر السادس من عام ٢٠٢١م.
Cover by: alethya
كل ا...
«ولما فعلت كل هذا من البداية؟ لم جعلتني أتعلق بك ثم تأتي الآن وتتركني! هل أنت واعٍ ما تفعله؟» صرخت عبر الهاتف بكل ما أمتلك من قوة، ليس بعد كل ما فعلت لأجله يخبرني أنه لا يريد أن يكمل معي!
«صدقيني أعلم أنه أمر صعب عليكي ولكن لن أستطيع أن أكمل معكِ لا أستطيع أن أكمل في كذبة سيلينا! ولكن أنا لم أعد أحبكِ» وماذا أفعل أنا؟ هل سوف تكون سعيدة إذا ظللت أكذب عليها وأنافقها!
«سيلي حبيبتي يجب أن تعلمي أنني سوف أكون دائمًا هنا من أجلكِ إذا احتجتي لي في أي شيء لن تتغير مكانتكِ عندي ولن أترككِ سنظل كما نحن ولكن فقط تقبلي حقيقة أننا لا نستطيع أن نظل سويًا في علاقة»
«ولما؟ أريد سببًا واضحًا يجعلك تكرهني فجأة وتنجذب لها هي!»
«هذا فقط ما يجب عليكي معرفته حتى الآن، وداعًا سيلينا، لقد كانوا خمس سنوات لن أنساهم طوال حياتي»
***
وها هو نفس ذات الكابوس يطاردني مرة أخرى، لا أريد أن أتذكر ذلك اليوم، أريد أن أخرجه من ذاكرتي، لما يحدث لي كل هذا؟ هل أهرب منه في اليقظة لأجده في أحلامي؟ تعلمون ذلك الشعور حينما تنام حتى لا تفكر في شيء وإذ بهذا الشيء يطاردك في منامك؟
أقسم أن كل ما يضايقني هو أنه مضى قدمًا ولم يهتم لي أو لأحزاني، وأنا فقط أجلس هنا وأبكي من أجله! بِتُ أكره نفسي وحياتي بسببك چاك، سعيد الآن؟ أتمنى أن تخذلك العاهرة التي تمشي وراءها مثل الفتى الضائع كما خذلتني.
تبًا لقد تأخرت، «ماريان، هيا استيقظي يجب أن نسرع سوف يمر هاري خلال عشرين دقيقة» ضغطت على ذراع ماريان العديد من المرات حتى استيقظت.
«أتمنى أن تموتا أنتِ وهاري» تذمرت ماريان ثم استقامت واخذت ملابسها واتجهت لدورة المياه بدون أن تقول لي صباح الخير حتى!
***
«هيا يا مدللات لن أنتظر هنا طوال اليوم!» صرخ هاري من حجرة الاستقبال لتسمعه سيلينا وتخرج من غرفتها، تنظر من عند السُلم لتراه، «كيف دخلت إلى هنا هاري؟»
«هل هذا سؤال! كاميرون أدخلتني بالطبع، كما تعلمين عزيزتي هي تعشقني» جاوبها هاري ونظر إلى ساعته وطرق عليها بإصبعه، «الوقت يداهمنا، أسرعا»
«كيف علم هذا الأحمق أن ماريان معي» همست لنفسها ودخلت غرفتها، لتنهي تجهيزاتها، «هيا بنا» قالت ماريان وخرجا من الغرفة ليجدا هاري يتحدث مع والده سيلينا، «كاميرون يجب أن تجعليها تتخطى تلك الواقعة بأي شكل! هي مُدمرة»
«يا ولدي هي تصعب الأمر على نفسها، وأنا ليس بيدي حيلة، لقد-»
«على من تتحدثون؟» سألت سيلينا وهي تعبث في هاتفها، «لا أحد، أوه سيلينا كدت أنسى، صنعت لكي بعض الشطائر حتى تتسلي بها في الطريق ولا تشعري بالجوع»
«مرحى أنتِ الأفضل كاميرون» صاح كل من ماريان وهاري، نظرت لهم هي باستنكار وأردفت «شطائر أمي؟ هل أنا بالسابعة؟ على العموم شكرًا لكِ هيا سوف نذهب» ودعت والدتها وخرجوا جميعًا ودخلوا لسيارة هاري حتى يتجهوا لمكان التجمع.
***
«هل يمكنني أن أجلس بجانبكِ سيلينا؟ إذا سمحتِ لي بكل تأكيد» طلب هاري وهو يقف بجوار المقعد الذي تجلس فيه سيلينا في الحافلة، وتومئ له، «في الواقع أردت أن-» قاطعته مشرفة الرحلة، «نرحب بكم جميعًا، نتمنى أن تكون رحلة سعيدة لكم ولنا أيضًا، زمن الرحلة تقريبًا ساعتان ونصف إلى ثلاث ساعات، لن نصل لمكان الخيام مباشرةً سوف نذهب لتسلق الجبال أولًا ومن ثمَ نذهب للخيام التي سبق وتم تجهيزها، أي أسئلة؟»
«هل سنأكل بعد ذلك؟» صاحت كلير من الخلف، ليضحك الجميع على ما قالته لتوها، «ليس مباشرةً كلير، في المساء سوف يكون هناك حفل شوي»
وبعد أن انتهى ذلك النقاش تابع هاري ما كان يقوله «كما قلت مسبقًا أريد أن أتحدث معكِ في موضوع هام، ولكن أرجوكِ لا تقاطعيني أو تحزني، حسنًا؟» أومأت الفتاة، «لاحظت أنكِ حينما انتهت علاقتكِ بچاك أصبحتِ مختلفة، أعلم أنكِ مجروحة ولا تستطيعين أن تستوعبي ما حدث ولكنه ليس محور الكون، أعني أنكِ فتاة قوية تقدري على العيش بدونه وأن تجعليه يراكِ وأنتِ تنجحي بدونه وتبني حياتكِ»
«أقدر كل حرفٍ قلته هاري ولكن أنا حتى لا أتخيل أنني سوف أحب غيره، أتفهم هذا الشعور؟»
«بكل صدق لا، لم أكن في موقفٍ مشابه ولكن هل يمكنني أن أطلب شيئًا؟»
«بكل تأكيد»
«فقط انتهزي تلك الفرصة، واعتبري تلك الرحلة بمثابة خطوة جديدة، وحاولي أن تتعرفي على أشخاص جدد وأن تعودي سيلينا التي نعرفها، لا أقصد أن تتعرفي على فتيان جدد، ولكن تعرفي على أي شخص يمشي في الطريق، اتفقنا؟»
«اتفقنا» ابتسمت هي بخفة، ووضعت سماعات هاتفها وعرضت على هاري أن يشاركها لتنام على كتفه ويستمعان للأغاني في هدوء.
***
بعد مرور ساعتين، نزل الجميع من الحافلة وبعد الكثير والكثير من الإرشادات قاموا بتسلق الجبال وأخذ الكثير من الصور سويًا، وحينما غربت الشمس، ركب الجميع مجددًا في الحافلة حتى يذهبوا لمكان التخييم.
*** يُتبع.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
