حينما لمست مياة البحر النقية وجهي شعرت أنني قد تركت همومي بالأعلى ودخل في قلبي ذلك الشعور وكأن المياة تزيل كل ما كان في صدري من ضيق، هذه الطبيعة الخلابة التي أمامي، كيف لها أن تكون بكل ذلك الجمال.
مجموعات من الأسماك ذات الألوان المبهرة والمياة ذات اللون الأزرق القاتم، أتمنى أن أظل هنا طوال حياتي ولا أصعد لهذا العالم مرة أخرى.
انتهت الفترة المحددة للغطس، لذا اضطررت للصعود، استغرقت بعض الوقت لتجفيف شعري من الماء ومن ثم تناولت القليل من المسليات وغيرت ملابسي وذهبت للسباحة.
***
«هل فعلت ما اتفقنا عليه؟ ليس أمامي الكثير من الوقت» تحدث الفتى عبر الهاتف، ليرد عليه الآخر «نحن لم نبدأ بعد فقط أعطني مهلة وسوف أفعل لك ما أريده، مع أنني لست مقتنعًا بأي من هذا ولن أسامحك عليه، هذا كله كذب!»
«لن نعيد هذا النقاش مجددًا فقط نفذ ما طلب منك وإلا في خلال شهر واحد فقط سوف تقضي أنت وعائلتك باقي حياتكم في الشارع، ليس لدي اليوم بطوله، إلى اللقاء أعلمني إذا حدثت أي تغيرات» وأغلق المكالمة ليتنهد الفتى بقلة حيلة، ماذا بوسعه أن يفعل سوف يُدمر مستقبله.
ذهب لصديقه لعله يقلل عليه تلك المحنة، «ماذا قال لك؟ هل غيّر رأيه؟»
«لم يفعل، أتمنى فقط أن أنسحب من تلك المؤامرة القذرة، ليته اختار أي شخص غيري»
***
«يا رفاق، لقد حان موعد الغداء، إذا أردتم هناك مطعم للوجبات السريعة على بعد ساعة ونصف من هنا أو أن تنتظروا حفل الشواء كالأمس لكم الاختيار»
«أعتقد أننا سوف نذهب لمطعم الوجبات السريعة أفضل؟» استفسر هاري ووافقه الجميع، جمعوا أشياءهم وذهبوا للحافلة حتى يتجهوا للمكان.
***
«حسنًا هيّا نتسلى قليلًا حتى يأتي الطعام» بدأت ليليا حديثها لينتبه لها الجميع بعد أن كانوا يحدقون بهواتفهم، «أعتقد أنه بما أنكِ جديدة معنا ولا تعرفين شيئًا عنّا، اسألينا عن أي شيء وسوف نجاوبكِ عليه، صحيح يا رفاق؟» أجابتها هيلين بمرح، وأومأ الجميع بالموافقة.
«حسنًا الفتيات أولًا، كم واعدتم من فتيان؟» سألت ليليا باهتمام وحاوطت وجنتيها بيديها لتبادر ماريان بالإجابة «في المدرسة الإعدادية، ارتبط بفتى يدعى مايسون ولكن تركته بعد ثلاثة أسابيع وبعدها في السنة الأولى في الثانوية واعدت فتى اسكتلندي يدعى.. لا أتذكر وانفصلنا بعد نهاية السنة، وها أنا مع ليام الآن»
«أنا كنت أواعد المعلم الخاص بي في دروس تعليم العزف، وقبل أن تحكمي عليّ كان الفارق بيننا ستة أعوام فقط ولكن تركته بانتهاء الدروس أي بعد شهرين» قهقهت هيلين على ما قالت وكانت على وشك أن تتابع ولكن قاطعها استفسار ليليا «كم كان عمركِ؟» لتجيبها «أعتقد أنني كنت في الرابعة عشر تقريبًا صحيح زين؟» ليومئ لها الفتى بين شروده.
«وبعد ذلك تقربت من لوي قليلًا وتواعدنا، هذا كل شيء» تنهدت هيلين ثم نظرت لحبيبها بحب ليبادلها تلك النظرات، وتبدأ سيلينا «حسنًا، لقد كنت رافضة لفكرة المواعدة والحب وهذا الهراء لكن حينما قابلت چاك، كان هناك شيء ما به جذبني لا أعلم ما هو، ظللنا نتقرب من بعضنا كثيرًا حتى اعترف لي بحبه وتواعدنا لأكثر من أربعة أعوام ثم تركني»
«ولماذا هجركِ؟» استفهمت ليليا بتأثر، لتخفض سيلينا رأسها قليلًا، «لا لا، أنا أكره تلك القصة» صاح نايل بتملل لتشير له ليليا بأن يصمت وتجعل سيلينا تحكي لها.
***
«هو كان يعيش في فلوريدا مع والديه ثم انتقل ليدرس هنا لسبب ما لا أعلمه، وفي الفترة الأخيرة لاحظت تصرفاته المريبة الغير مبررة وأنه كان يسافر لأهله كثيرًا بعد أن كان يزورهم مرة كل عام مثلًا، لم أمانع حقًا ولكن في مرةٍ أخبرني أنه سوف يقضي عيد ميلاده مع والديه وسافر لهما» تنهدت الفتاة ولقطت أنفاسها ثم تابعت.
«قررت أن أجعلها مفاجأة له وأسافر حتى أقضي اليوم معهم ونرجع سويًا، بالفعل أقنعت أمي وأبي بصعوبة وسافرت، ذهبت لهم في المساء، طرقت على الباب وفتحت لي فتاة شقراء، لم اتعرف عليها ولكن دخلت للمنزل ووجدت والدته تنظر لي باحتقار»
«وبدأت تهاجمني بالحديث وتقول لي كيف تتجرئي وتأتِ إلى هنا بعد ما فعلتيه بابني وكيف تقومي بخيانته وهو قد وثق بكِ والكثير من الأشياء التي لا أفهمها، وحينما سألت عن هوية الفتاة أخبروني أنها حبيبته الجديدة، وحينما سألتهم عن مكانه قالوا أنه ذهب ليحضر شيئًا ما»
«ظللت أحدق في الفراغ وأمنع دموعي من النزول، حتى شعرت بيد والدته تدفعني للخارج، لم أعرف أين أذهب وكيف أتصرف وأنا لم أحجز تذكرة للعودة حتى، بقيت في فندق للصباح وذهبت للمطار وأخذت أول طائرة وعدت لموطني، وحينما عدت وجدته يحدثني عبر الهاتف لم يكلف نفسه عناء أن يقابلني حتى، أخبرني أنه يجب أن يقطع علاقته بي لأنه لم يعد يحبني وهذا كل ما حدث وها أنا الآن»
***
يُتبع.
أنت تقرأ
Game night- |completed|
Fanfictionلقد كانت مُجرد لُعبة سخيفة، تراهات مراهقين في ساعة متأخرة من الليل.. ما الذي حدث في هذا الشهر لتتغير حياتنا وتنجرف إلى مصيرٍ أخر بهذا الشكل؟ بدأت في منتصف الشهر الخامس من عام ٢٠٢١م. وانتهت في أوائل الشهر السادس من عام ٢٠٢١م. Cover by: alethya كل ا...