مقدمة

41 2 2
                                    

أتسائل دومًا كيف تستطيع الأرض حمل الناس بأوزانها الثقيله وأعبائها وحتى بعد موتهم تخبئهم في أحشائها وكأنها تعانقهم بهدوء كيف يختفون بداخلها وتُنسى ذكراهم وتستمر الحياه من بعدهم فتزداد المعاناه والمشقهه، فيهرع البعض منهم على ذلك العناق والبعض منهم يصبر بأعتقاد أن هذه هي الحياه شقاء وسعاده وحزن وفرح.
وفي خِضم هذه الدنيا تراقبنا الأرض بصمت ثم تقدم لنا ذلك العناق الّذي يجعلنا ذكرى.

وأنا أحد سكان هذه الأرض ولكن أنا ساكن مميز فيها فأنا أشارك الناس معاناتهم وأخفف عنهم بحمل القليل من أعبائهم ولطالما كنت شخصًا يحب المساعده ومد يد العون لمن يحتاجها لذلك لم أجد عملاً أو وظيفه مناسبه لهذا الحلم ألا أن أكون طبيبه نفسيه، وهذا العمل مختص فقط لأولائك الّذين يأسوا من هذه الدنيا فأصبحوا كالأجساد الخاويه يمشون بلا روح وجوف فارغ ولم يجدوا رفيقاً يمد لهم يد العون سوا ما يسمى بطبيب النفسي.

من أنا؟ أنا ( نانيس) أسم زهرة فرعونيه وهو قديم جدًا مثل صفحات كتاب جار عليها الزمان ولكن ذا معنى سامي فأمي كانت تقول لي دائمًا بأن صاحبه هذا الأسم تتسم بأنها فتاة رقيقه ومرهفة المشاعر وتحب الأستمتاع بالحياه وخوض المغامرات، وبدأت أصدق ذلك ربما لأني بالفعل أحب خوض المغامرات وتحدي الصعاب فلا وجود لكلمة مستحيل في قاموسي.
وبجانب هذه الصفات أنا فتاة تحب العزله وقراءة كتاب والأستماع إلى الموسيقى ولا أمتلك العديد من الأصدقاء فصداقتي محدوده فقط لأولائك الّذين يحتاجونها، ولم اكن شخصًا يبني أحلامه على أشخاص أو يعلق معاليق الأمل على عاتق أحدهم دائما ما كُنت الشخص المسؤول.

روايتي الأولى أكتبها بيد ترجف من الحماس فأنتقي من الكلمات أسماها ومن المفردات أرقاها، وأملي بأن أخرج بروايه تلمس قلب كُل من يقراها فيعيش في وسط صفحاتها ويحس بكل المشاعر بداخلها.
أكتب روايتي ومحتواها هم الأشخاص الّذين طرقوا باب مكتبي بأيدي خائفه متردده، ومن جلسوا على كرسي أمامي ليتحدثوا عن شئ بداخلهم لم يظهر على ملامحهم ،ويبكون الدموع الّتي حبست أعوامًا بين جفونهم، ويحفرون في ذكرى الماضي الّذي دفنوه في أعماقهم.
أحكي قصص كُل شخص منهم كي أمسك بلطف من يقرأ هذه الروايه من خلاص صفحات الورق فأخبره بكلمات لطيفه أنك لست وحدك من يعاني.

**وحفظًا لحقوق أصدقائي لا أستطيع ذكر الأسماء وسوف أكتفي بالألقاب.

قطار الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن