تقدم حسن من الخزانة يقلب فيها ويتفحصها من الخارج والداخل، ليتفاجئ بوجود مرآه داخلية لإحدى أبواب الخزانة بطول الباب، كانت جميلة براقة كأنه تم صقلها توًا، فما زالت تحتفظ بلمعانها ورونقها الجذاب، الخاطف للأبصار، من تجعلك واقفًا أمامها لا ترغب بمغادرة عينيك عن هذا الجمال.
_ هيا جميعًا لنتناول الطعام، فقد كان يومًا شاقًا.
كانت تلك كلمات أنوار وهي تتقدم بخطاها متجهة نحو المطبخ؛ لتعد أطباق الطعام وتضعها على المائدة، ويتم تناولها، ويتوجه كل منهم ليرى ما لديه من أعمال.
استلقى حسن على الفراش علَّه يأخذ قسطًا من الراحة؛ بعد عناء يوم كامل قضاه بالجامعة، يُلقي محاضراته على طلابه، فهو معيد في كلية العلوم، حديث التخرج لكنه نال مكانًا له هناك بفضل تفوقه وقدراته العلمية التي تَحَصَّلَ عليها خلال سنوات عمره.
وأثناء استلقائه بينما كان بين النوم واللا نوم، سمع صوتًا خافتًا كأنه نداء لأحد، فأخذ ينظر حوله ولكن لا يوجد شيء، ليظن بأن الصوت قادمًا من الخارج، من عند أحد الجيران أو الشارع، لكن الصوت عاد للنداء مرة أخرى وأخرى، مما جعله غير قادرٍ على أخذ قسط كافي من الراحة والنوم، فقرر النهوض والنظر بالمكان من نافذة الغرفة، علَّه يستطيع العودة وأخذ قسط من الراحة، وحين ألقى نظرة خارج النافذة لم يجد هناك من أحد ولا صوت حتى، فبدأ الشك يتسرب إليه، بأنه كان وهمًا بين النوم واليقظة، فعاد للاستلقاء على الفراش، وغط في نوم عميق فورًا من أثر تعبه الحاد.
في مكان آخر، سألها، هل استجاب لك أحد وفتح لك الباب يا ابنتي؟ فأجابته بأنه كالمعتاد، لم يُجب ولن يُجب عليها أحد، ولكنها لن تيأس وستواصل النداء حتى اللقاء، حتى لو بقيت على ندائها حتى يأتي الأجل، لكنها لن تمل، أو تستكين، فهي اشتاقت حد اللا معقول، وستبقى على الأمل بحضن واحد ونظرة تلقيها على من هم بالقلب لم يفارقوه أبد الدهر.
بإذن الله تعالى موعدنا مع أول فصول الرواية بتاريخ ٦/١، في تمام الساعة السادسة يوميًا بتوقيت الأردن، وأرجو أن تنال إعجابكم وقتها.
![](https://img.wattpad.com/cover/269918963-288-k937157.jpg)
أنت تقرأ
المرآة وابنة الشماس
Фэнтезиماذا لو كان ما تبحث عنه غير موجود في عالمك؟ ولكنه متواجد بعالم آخر موازي لعالمك. ماذا لو تمكنت من العبور لعالم مختلف عن عالمك؟ ولكن يوجد به كل ما تتمناه وتنتظره. ولكن مهلًا لن تستطيع المواصلة هناك بسبب عهد أنت ملزم بتنفيذه. كل هذا وأكثر سيحدث في رو...