الفصل الرابع

631 89 156
                                    


الفصل الرابع

مرت الأيام تباعًا على محمود وأنوار، وما زال محمود يبحث عن حسن ولا أثر له، حتى أن محمود بحث بالمشافي، وقام بالتبليغ عن فقدانه لدى مراكز الشرطة، ولم يعد عليه كل ذلك بشيء، وكأن حسن اختفى عن وجه البسيطة.

أما بالجانب الآخر حيث ريماس، فلم يتوقف معتز عن اظهار عشقه المكنون، إن لم يكن بقول قام به بفعل، بالاهتمام بكل ما تحب وجلب ما تتمنى وترغب، لكن ريماس ما زالت تحتجز نفسها بداخل قوقعة، لا ترغب بالخروج منها ورؤية الصورة الأجمل التي أرسلها لها الله على شكل معتز، الرجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلولا ما قام به، لألحقت بها سمعة لو طالتها لالتصقت بها أبد الدهر، لكنها مغيبة عن رؤية عشق كعشق معتز، والسماح لاحتلال قلبها باحتلال ثائر كهواه.

معتز وهو يتجاوز باب غرفته للدخول إليها بعد سماح ريماس له:
_ كيف حال فاتنتي اليوم، أرجو أن تكون متألقة كما هي دائمًا.

_ بأفضل حال، شكرًا معتز، كانت تلك إجابة ريماس المختصرة لمعتز، حتى لا تسمح له بالتوغل أكثر لذاك القلب المكلوم، ولا تعلم أن قلبه مصاب وبشدة؛ من التجاهل واللامبالاة مهما فعل.

_ ريماس هلا خرجنا معًا لتغيير الجو، وقضاء وقت ممتع.

_ أيمكن أن نبقى هنا؟ فلا رغبة لدي بالخروج، فأنا أشعر بالتعب قليلًا.

كل هذا القول ومعتز يعلم بأن السبب الرئيسي لرفضها الخروج؛ هو خوفها من المواجهة، وعدم قدرتها على التصدي لكل من بالخارخ، فما زال من حولهم يستمر بالتلاسُن، وطبيعة ريماس وتحليّها بالهدوء والطاعة، لن تساعدها على المواجهة باكرًا، وتخطي كل صعب، وهو لن يسمح لها بتاتًا بالتقوقع والهروب، بل سيكون الدرع الحامي لها من كل شخص بهذا العالم، وينير لها الطريق كتُرْسُ الشمس.

_ لا ريماس، لا يمكن، فأنا أعلم بأنك تهربين من المواجهة، ولن أسمح لك بالضعف والإستكانة، أبدًا ما حييت، بل سأعلمك المواجهة والتصدي حتى بلوغ المراد، مهما كان، الا الابتعاد كما تفعلين معي، أنا أتألم بشدة، وأنت لا تشعرين بي، تُعارضين إرادة أسمى مني ومنك، إرادة المولى عز وجل، لو أراد لك الزواج من حسن لكُنتِ الآن حَليلَتَه، ولكنك زوجتي أنا أنااااا،

ليرتفع صوت معتز بقوله الأخير، متأثرًا بما يعانيه من نفور وعدم تقبل من قِبَل ريماس، لتنتفض من مكانها أثر ارتفاع صوته وتناديه باسمه،

_ معتز...

ليجيبها هو بقوله:
_ أوجاعه ومُسكِنَها، عِلَّتَهُ ودوائُها، مُنيَتـهُ والوصال منها مرفوض، لا تنظري لي هكذا فأنا عاشق، عاشق، لكل تفاصيلك، بحركاتها وسكونها، مللت البعد وبُغيتي الوصال، فهل من وصال يا قلب الماس.

لتنظر ريماس له بألم؛ لما يعانيه ابن العم من قِبَلِها من رفض، لكنها الآن قررت أن تخطو وتتجاوز وعليها المحاولة، فتقول له على استحياء:

المرآة وابنة الشماسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن