عندما تملك ماضٍ مؤلم.. أو ذكرياتٍ حزينة
ولا تملك من يشاركك إياها.. أو يخرج طاقتها السلبية منك
حينها ستأكلك من الداخل
ستقضي عليك
قد تعلّمك.. قد تجعلك أكثر نضجًا
قد تحميك من أخطاء جديدة
ولكنها وبلا نقاش تؤذيك إن لم تتعامل معها
أحيانًا على الإنسان أن يتعامل مع ماضيه كي لا يجرّه
لأن الماضي سيكون أقوى من حاضره ومستقبله
سيستمر هذا الماضي بملاحقته وإفساد حياته
سواء في حاضره أو مستقبله
ظللت أُردّد هذه الجمل على مسامع الطفل لسنين عديدة
وكأنني كنتُ أحدّث نفسي لا هو
وكأنني أردت إقناع نفسي لا هو
أُصبح كالمجنون حينما يبتعد عني
وأبات أكثر جنونًا حينما يكون معي
لطالما كرِهتُ ضعفه
فبقيت متيقّنًا بأنه ضعيف
جبان.. لن يحمي نفسه أبدًا
فعزمت على تدريبه وتعليمه كيفية
حماية نفسه وربّيته بنفسي
وقد قبِل..
حتى بعدما رميته في منزل أحد
أعدائي في يوم لقائنا الأول ولم يقِبله
لكنه قبِلني
الطفل الذي وضعه والده عندي لسبب أجهله قبِلني
بشخصيتي.. بغضبي.. بكياني
لنقل أنه كان من أوائل الأشخاص الذين اهتممت بهم
عندما رويت قصتي مع هذا الطفل للآخرين أَخبروني بأني
أحمق متحرّش ومتملّك لطفل صغير رُمي عنده
لكنني لم أفعل
عاملته كابني.. ربيْته.. أطعمته.. حتى أنني
لم أنعته بالأخرق كما فعل والده
لقد أيقظت ضميري المخدّر لأجله.. لا أعلم لمَ
وبالطبع ليس لسبب مبتذل غبي
ربما لأنني وجدت به ما فقدته
أو لأنني ظننت أنني إن تركته فسيصبح كحالي
عالة على المجتمع وعلى من حوله
ستروى قصّته، ولكن لن يكون بطلها
أردته أن يكون البطل..
الشخصية والعنصر البارز في قصّته
وألا يكون شخصية مهمّشة.. مكروهة.. منسيّة كما حالي
هذا ما رسّخته في وجداني طوال سنين تربيّتي لذلك السافل
من كان ليتخيّل.. أوك تيكيون
السجين رقم أربعة
السجين رقم الموت
ربّى طفلًا كابنه.. وليس هذا فقط
بل بناه وكوّنه وجعله من أقوى رجال اليوم
وما الذي حصل عليه تيكيون الأخرق في المقابل؟
الخيانة.. الكذب.. الغدر.. الوحدة.. الكره..
الجنون.. وأهمّها السجن
أتدرين؟.. أعتقد بأن وجودي في هذا
السجن هدية أكثر من أن يكون عقابًا
صحيح أنني وحيد هنا كذلك..
صحيح أنني لن أرى العالم الخارجي ثانية
لكنني سعيد هنا
لا أريد شفقة أحد.. ولا أريد تعاطف أحد..
وجودي هنا كان بإرادتي
جميع جرائمي فعلتها بإرادتي
لم يجبرني أحد على اقترافها
أو ربما مزاجي فعل
...
ختمت حديثي بابتسامة جانبية ساخرة لتقلّب
عينيها وتسند نفسها على الطاولة بواسطة كوعها
- إذًا.. وهل قلت للشرطة اقبضوا علي
أرجوكم وزَجّوك في السجن بعدها؟.. أخبِرني بما حدث
- كل ما في الأمر هو أن أغبى ما فعلته هو
إرخاء دفاعاتي.. أنزلت أسلحتي وهدمتُ
حصوني أمام العدو المجهول
- ومن كان؟
- أنتِ
يتبع~~~
أنت تقرأ
𝐏𝐑𝐈𝐒𝐎𝐍𝐄𝐑 #4 ✔️
Fanfictionالسجين رقم 4 السجين رقم "الموت" § هي قصته.. لكنه ليس بطلها § - أوك تيكيون رواية قصيرة~ بدأت في: 29 مايو 2021 انتهت في: 2 يونيو 2021