حيدر
استيقظت من النوم على صوت صراخ أمي، حاولت التقلب لكنني لم استطع، شيء ما كان يمنعني من ذلك بقوة، فتحت عيناي ورفعت الغطاء لأجد يدين تحيطان ببطني في قبضة محكمة
-"هيثم" قلت بتذمر وزاد احكام قبضته علي والتصق بظهري اكثر
-"اللعنة عليك! كم مرة قلت لك ان لا تتسلل الى فراشي؟ لم نعد أطفالا" قلت وانا احاول ابعاد يديه عني
تظنون حياة التوائم سهلة؟ هه، طبعا لا، اسألوني اجيبكم.
مع هيثم، علي ان أشاركه كل شئ، يعطي لنفسه الإذن بمشاركتي كل شئ، احيانًا يشاركني حتى الملابس الداخلية، لكنني أصبحت أخبئ ملابسي الداخلية في مكان أمن والحمد لله.
تسللت من السرير بشق الانفس وأسرعت نحو الحمام لأتوضأ بسرعة.
عدت للغرفة وغيرت ملابسي وأخذت قبعتي الصوفية ووضعتها على رأسي وركضت خارج البيت متوجهًا لمسجد حينا، كان الظلام دامسًا لكنني وصلت للمسجد مع الإقامة لذلك أسرعت للصف ووقفت جنب والدي الذي ابتسم عندما لمحني وأعاد تركيزه للأمام وكبرنا تكبيرة الإحرام.
بعد الصلاة توجهت للمخبزة المتواجدة جنب المسجد لأشتري الكرواسون الساخن والبريوش وبعض الكعك لنأكله مع القهوة والحليب على الافطار وأسرعت متوجهًا للبيت.
دخلت البيت وانا أشد جاكيتي حول جسدي، شهر جانفي يحمل كل برد السنة، ربما ستتساقط الثلوج في المدينة هذه المرة.
اغلقت الباب خلفي لأتفاجأ بصوت أمي من غرفتي انا وهيثم، تركت الكيس على الطاولة في المطبخ وأسرعت للغرفة لأجد أمي تضرب هيثم المتكور تحت غطائي في سريري، كانت بيدها فردة نعال الوضوء، أسرعت نحوها لأمنعها من ذلك وانا اضحك
-"أمي! صباح الخير" قلت وانا اقبل خدها واعانقها
-"حيدر ابتعد، سأعيد تربية هذا الكافر الذي لم يصلي بعد" قالت بغضب ونظرت لهيثم الذي كانت تظهر عيناه من فوق الغطاء وشهره المنكوش، كان ينظر لي نظرة ترجي
-"أمي، ابي قادم، اشتريت لك كرواسون ساخن وضعته على الطاولة، لماذا لا تذهبين لاستقبال والدي، سأهتم انا بهذا الكافر" قلت ونظرت لي أمي لوهلة ثم ابتسمت وكأنها تذكرت ان والدي سيكون هنا بعد لحظات وخرجت من الغرفة مسرعة كفتاة في العشرين تنتظر حبيبها.
ضحكت على الفكرة ثم استدرت لهيثم الذي كان يبعد الغطاء عن رأسه ليتنفس ولمحت نعال أمي الذي تركته وانحنيت لأحمله ونظرت لهيثم بمكر
![](https://img.wattpad.com/cover/271330270-288-k376390.jpg)
أنت تقرأ
بِلَا نَسَبْ -العالم الموازي
Short Storyماذا لو ان كل شئ بخير؟ (هذا الكتاب يحوي شخصيات كتاب بِلَا نَسَبْ)