الفصل الثامن -الجزء الثاني

604 66 40
                                    

سفيان

اسوء يوم في حياتي؛

لا يضاهي حتى سوء يوم ختاني قبل اكثر من عشرين سنة عن الْيَوْم، أولا أمرض، بعدها التقي بلطفي الوغد، والآن ماذا؟ ملابسي التي حضرتها خصيصا لهذا الْيَوْم اتسخت...حسنا، على الأقل شفيت غليلي في لطفي.

أوقفني زياد، لو لم يوقفني لا ادري ما كنت لأفعله بلطفي.

توجهنا للخيمة التي كانت فارغة، لكنها تبدو مريحة جدا، وجدت فراشا على الارض وكأن احدهم كان نائمًا عليه من قبل وارتميت بتعب، احضر زياد الحقائب ورتبها في الزاوية وتنهد وهو يستلقي بجانبي بتعب

-"شكرًا زيادي" قلت بهمهمة وسمعت تذمره

-"لست زيادك! لا تنادني بذلك مجددا، لم نعد صِغَارًا" قال واستدرت نحوه وابتسمت

-"علي ان أقوم الليل حتى موتي لكي اشكر الله على صداقتنا" قلت لكنه رمى علي الوسادة الصغيرة التي وقعت على وجهي

-"بربك اصمت ودعني استرح قليلا قبل عودة المراهقين" قال وهو يضع ذراعه على عينيه ليحجب الضوء حتى يتسنى  له النوم قليلا

-"لا تنسى ان تشرب دواءك" قال واستدار للجهة الاخرى كإشارة لعدم التحدث اليه

اجل، زياد أغلى ما املك في الوجود لم يتخلى عني حتى في عز ضعفه، وتخلى عن حلم زواجه من لويزة أخت جعفر رغم حبهما الكبير وذلك فقط ليعيش معي في بيت جدتي بعد وفاتها، زياد اجل حياته حتى تستقر حياتي، وهذا شيء لا يمكنني نسيانه ما حييت، لذلك، قمت باتخاذ قرار مهم جدا.

عند تخرج التوأمين وجعفر هذه السنة، سأشتري لزياد بيتًا في نفس المدينة التي سأكمل مشروعي الجديد فيها، سأجعله شريكي ان وافق او يمكنه اكمال عمله كأستاذ، لكنه اخبرني من قبل ان حلم لويزة هو العيش في مدينة جميلة وتأسيس أسرة صغيرة مستقرة، لذلك اريد اعداءهم بيتًا جميلًا بحديقة يمكن للويزة غرس نباتاتها فيها والاعتناء بها وايضاً فتح ورشاتها للخياطة في الطابق الأرضي، اريد تعويضهما عن السنوات التي اضاعاها بسببي.

اخبرني زياد بأن لويزة هي من طلبت منه تأخير الخطبة والزواج والاعتناء بي، هذا لم اتوقعه منها ابدًا، فعندما اعترف لي زياد بمشاعره اتجاه لويزة شعرت بالحقد اتجاهها، احسست بالخطر، بأن شخصا ما سيأخذ زياد مني، لكن بعد موت جدتي وما حدث، أصبحت ارى لويزة كجوهرة نادرة، ان غاب زياد انا من سيحميها له فهي وَطَنْ زياد الذي ينتمي له.

تنهدت وتذكرت سلمى، ابتسمت بانكسار وقررت النوم لأستريح قليلا، شربت الدواء ونمت.

بِلَا نَسَبْ -العالم الموازيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن