حيدر
مرّ يناير بطريقة غريبة هذه السنة، لكنه كان مميزًا جدًّا؛ عدت للدراسة وفاجأنا سفيان كذلك بعودته للعمل رغم الإجازة المرضية التي حصل عليها بسبب كسر يده اليمنى، تطوعت لمساعدته كتكفير عن ذنبي بصفتي الشخص الذي تسبب في أذاه، اكتب الدرس على السبورة، امسحها، احمل حقيبته وأقوم بكتابة التقارير ان تطلب الامر.
مع انتهاء الشهر الاول، دخل علينا الشهر الثاني ببرد اكثر، وتفاجأنا بعيد ميلاد خليل الذي لولا احمد لما عرفنا عنه، أقمنا له حفلًا صغيرًا في الثانوية نظمته صوفيّا، حضرت وجعفر مع هيثم وبلقاسم وأحمد طبعًا، وحضرت سلمى وصوفيّا التي نظمت الحفل، وأكثر ما فاجأنا هو حضور اسكندر عم جعفر وزياد والذي تبين بأنه صديق خليل المقرب.
اسكندر اصغر من زياد، يعمل في الخارج كمصمم أزياء محترف رغم صغر سنه، عاد للوطن فقط لأجل خليل، تفاجأ الجميع بحضوره وتفاجأ ايضا هو عندما فهم أخيرًا بأن خليل يسكن حاليا مع زياد وسفيان.
تلك الليلة لم استطع المبيت عند سفيان، لكن جعفر اخبرني بأنه أمضى وقتًا ممتعًا مع الجميع، حسدت أحمد على حظه.
غادر اسكندر في الْيَوْم التالي ليزور والديه والعائلة ثم يغادر في الْيَوْم الموالي لأن عمله يتطلب حضوره الدائم.
أتت فترة الفروض وعدّت بسلام، ثم فترة الاختبارات التي اهلكتنا، لكن النتائج كانت جيدة، نكمل الْيَوْم الأسبوع الاول من عطلة الربيع، كان مليئًا بدروس الدعم الخاصة لنا تلاميذ السنة النهائية للتحضير لامتحانات البكالوريا.
سيتم اعلان قائمة المتفوقين من كل قسم وكل تخصص، أخبرني جعفر بأن زياد اخبره بأنه سيتم اخذ المتفوقين الثلاث من كل تخصص وجمعهم ليذهبوا في رحلة خاصة للتخييم حسب القرعة في الأسبوع الثاني والأخير للعطلة وذلك لرفع معنوياتهم.
-"حيدر!" صرخ جعفر واستدرت له لأجده يركض بابتسامة واسعة نحوي.
كنت في الساحة من جهة الادارة أقف مع سلمى وصوفيّا اللتان كانتا هادئتين وتمستمتعان بمنظر الأزهار والورود المتفتحة حولنا.
توقف جعفر امامي وتفاجأت من سعادته الغريبة، خاصة أحمد الذي اقترب بهدوء.
-"ماذا هناك؟" قلت باستغراب
-"لقد تم وضع القائمة" قال جعفر بحماس ثم عانقني
-"سنذهب في الرحلة!" صرخ وهو يقفز واهتز جسدي معه ثم أبعدته بهدوء
-"نذهب؟" قلت باستفهام
أنت تقرأ
بِلَا نَسَبْ -العالم الموازي
Nouvellesماذا لو ان كل شئ بخير؟ (هذا الكتاب يحوي شخصيات كتاب بِلَا نَسَبْ)