فصل النخبة: حقيقة كوشيدا

الجزء الثالث

"إذاً أنت تكرهين هوريكيتا، هذا الأمر لا شك فيه، لكن لو أن المسألة تنتهي عند هذا الحد فلماذا إذاً أقدمت على فعل ذلك الأمر!! لماذا قمت بوضع يدي على ذلك المكان وتهديدي!! هناك على الأقل أمران خاطئان في هذا الموقف الذي حدث بيننا، أولاً: ما المشكلة إذا كنت تكرهينها!؟ هوريكيتا لا تفكر في تكوين صداقات غير ضرورية، وبالتالي فهي لا تتواصل كثيراً مع زملائها في الفصل، هكذا كيف خسرت شعبيتها رغم جمالها، أي أن كرهك لهوريكيتا أمر لم يكن أحد ليلومك عليه أصلاً، وخاصة أنا، يمكنني أن أتفهم أمراً كعدم حبك أو حتى كرهك لهوريكيتا دون أحد آخر، ليس من العجب أن تكرهي هوريكيتا فقد رفضت بشدة أن تكون صديقتك أكثر من مرة وعاملتك بقسوة، مما يعني أنه لا توجد مشكلة في كرهك لهوريكيتا بل إني سوف أتعجب إذا لم تكرهيها أصلاً، لا توجد مشكلة في كرهك لأحد ما في المقام الأول، فمن الطبيعي أن يحب الإنسان أشخاصاً ويكره أشخاصاً آخرين، ثانياً: ما الذي سيحدث إذا اكتشفت أنك تكرهينها!؟ كان بإمكانكِ أن تطلبي مني من دون تهديد ككوشيدا العادية ألّا أخبر أحداً عما رأيت، ومن السهل أن تتوقعي أنني لن أمانع، لا! بل إنك لم تكوني مضطرة أصلاً لأن تطلبي مني ألا أخبر أحداً لأنني لم أكن لأفعل ذلك بطبيعة الحال، حتى إذا افترضنا أنني فعلت وأخبرت الجميع عن هذا الذي رأيته فمن هذا الذي سوف يصدق أن كوشيدا اللطيفة سوف تكره هوريكيتا بهذه الطريقة ومن شخص مثلي!! حتى لو صدقوا فما الذي سيحدث بعدها!! لا شيء! لن يؤثر هذا على شعبيتك وعلاقاتك مع الفصل أبداً فأسباب كرهك لهوريكيتا يمكن تبريرها بسهولة من قِبل الطلاب، نستنتج من ذلك كله أنك لم تكوني مضطرة أصلاً إلى تهديدي بهذه الطريقة، لكنك عزمت على فعل ذلك، لماذا يا ترى!!؟".

كوشيدا الذي بين يدي تستمع إلى تحليلي من دون حراك تماماً مثل الرضيع المطيع العاقل، رضيع عاقل! ما هذا التشبيه!! حسناً سأتابع.

"سبب فعلك لذلك ليس له علاقة بكرهك لهوريكيتا، وكرهك لهوريكيتا بدوره ليس له تأثير أو علاقة على جانبك الخفي، أي أنك فعلت ذلك من أجل هدف آخر، أو غاية أخرى، وحتى نعرف ما هي هذه الغاية دعينا نعد إلى الوراء، إلى نقطة البداية، ما كان كل هذا ليحدث لو أنك لم تنسي هاتفك على سرير غرفتي، مصادفة غريبة أليس كذلك!! من المهملة التي ستنسى هاتفها وتتركه في غرفة زميل لها بهذه الطريقة، وبالإضافة إلى أن هذا الأمر أدى إلى اكتشافها، لقد كان هذا أمراً متعمداً أليس كذلك!! والسبب الإضافي الذي جعلني أتأكد أنه كان كذلك هو السؤال الذي سألتني إياه قبل أن تخرجي من غرفتي، لقد سألتني "ما نوع العلاقة بينك وبين هوريكيتا، أنتما دائما معاً وهي لا تتحدث مع أحد غيرك"، لقد كان توقيت هذا السؤال مع ما حدث بعدها غريباً جداً ألا تعتقدين، تركك لهاتفك واستدراجي إلى هذا المكان، لقد كان كل هذا خطة من تدبيرك، ما الهدف من وراء هذه الخطة!؟ بنائاً على الذي حدث يمكنني أن أرى أن هناك هدفان، الهدف الأول هو لكي تكشفي لي أنكِ تكرهين هوريكيتا، ورغم أنك حقاً تكرهين هوريكيتا إلا أنها كانت مجرد ذرية لمنعي من اكتشاف هدفك الثاني والذي يتمثل في إمساك يدي ثم وضعها على صدرك وضغطها، أي أن هدفك الرئيسي من كل تلك الخطة هو هذا فقط، محاولة إغوائي.

تركت معصم كوشيدا وأنزلت يدي من على فمها إلى كتفها، ثم اقتربت بوجهي من أذنها.

والآن بوضع هدفكِ الأول مع هدفكِ الثاني مع السؤال الذي سألتنيِ إياه قبل أن تخرجي من غرفتي مع كل ما سبق نستنتج دافعك الرئيسي وراء كل ذلك، أنتِ فعلتِ هذا كله لأنكِ...".