²

46 10 18
                                    

«لِيجاسوس أيُها الحَبيب، يَا مَن أرده قَلبي وأختارهُ مَسكنًا وراحة، يَا مَن أغرقني فِي تيارات عينيه ذَهابًا وإيابًا جمال مُقلتيه أخذني، يَـا مَن شَفتيه كَالرُمانِ حُلوة وجَسده كالعَلقمِ مُرَ، لَمَ الحُزن ولِمَ الإبتئاس، ألا يَستهويكَ مَضجعى، أيُضايقك التواجدَ مَعي؟ » كَان هَذا هَمس هَاديس الهَادئ رَيثمَا يُمرر يَديه أعلى تَقسيمات وَجه الحَبيب لِيجاسوس ولا سِيّما شفتاه، مَضجعهما الأبيض لا تَشوبه شائبة احتواهم هُم فَقط واحتوى قَلبيهما.

«إنه الجحيم، لِمَ عَلى أن أكونَ تَعيسًا! » تَهكمَّ لِيجاسوس يُدير وَجهه لِلناحية الآخرى بَعيدًا عَن هاديس الذِي إزداد عُبوسه لِتعاسة مَحبوبه.

«ألا يَكفيكَ حُبي لِيجاسوس، لَم أظهر لأحدٌ قَط سِواك، ولَم أخرج للأرض إلا لَك، وأنا قَبلتُ بِحُبك أيُها الإنسي الكِريتي. » كان هاديس حَانقًا عَيناهُ الخضراء كَزُمرد إيليـس قَد بَرزَ لونها الأخضر أكثر لِيلتف لَه لِيجاسوس نَادمًا عَلـى مَـا قَاله يَعض شفتاه السُفيلة بأسنانه.

«أنتَ إله الموت. » أعادَ لِيجاسوس الهَمس ليَصيحَ هاديس مُمتعضًا :«لَم يَعني هذا شَيئًا، كَوني إله المَوت، البَرق، الرعود أو البَحر بالنهاية أنا واقعٌ لَك. » كَوبَ هاديس وجنتا لِيجاسوس، شَفتاهُ أمام عَزيز قَلبه وعيناه لا تُفارق ذَا العَقيق الأزرق يُنافس نَقاوة الفَيروزَ والعَاج.

«آغابـي. » هَسهسَ لِيجاسوس لِيَعقد هاديس حَاجباه لا يُفسر حَديث الآخر الذَي وَضح :«آغابـي هِي أسيرتك..أسيرة الجَحيم، سأكونَ لَكَ هاديس، سأكونُ مُطيعًا مُتقبلًا صرامتك مُتقبلًا عَاطفتك وجَحيمك، ثَرائك وكبرياءك كُلها سَتكونُ أحد أشيائي المُحببة كَما سَتكون أنتَ، فَقط حَرر آغابـي. » مَلامح هاديس أضطربت بينَ السعَادة والحُزن، أسيكُون لِيجاسوس مُجبرًا عَلى حُبه؟ ألمْ يُحب هاديس ولَو لِلحظة ولا طَرفة عَين؟ هاديس كان لَطيفًا وديعًا حَتى عاطفيًا وتلكَ ليست صِفات إله الموت، ليست لِهاديس.

«سَنكون حَديث أسبرطة وأثينا يَا سيد، الحُب ومَـا هو بيننا سَيوصموني ولا أحد سواي بالعَار، أنتَ إلهًا مَن يَلومك، أمَّـا أنا فسأُنفى إلى لِسبوس كَمَا صافـو مُحبة النساء. »

«يُمكنك أنت تَكونَ المُوجب بالعلاقة لِيجاسوس، يُمكنني أن أخضع أيضًا، لَكنكَ لا تُحبني، لا تُحب هاديس لَم تُحبه ولا مَرة، أنتَ قَبَلَتَ ذلكَ الشَاب حَسن الوَجه والمَلامح أمام المَعبد، كَان إنسيًا مثلك، لَم تُقبل هاديس، هاديس مَن تَركَ الجَحيمَ والعَالمَ السُفلىّ لأجلكَ، مَن غَير منظورًا أصبحَ كذلكَ لَكَ، لَكنكَ يَومًـا لَم تَرى، قَد تغافلتَ عَن هذَا ظَنًا مِنكَ أنني أخذتُكَ أسيرًا روحًا خائرة سَقيمة كَباقي الخلائق، لَكنك لَستَ كذلكَ لِي لِيجاسوس، أنتَ الآن حَيٌّ أمامي، وأنا مَن مَنعتُ هرمس عَنكَ، مَنعته أن يُحضر روحك لِي..»

«ألهَذا الحَد..» هَمسَ لِيجاسوس مُقتربًـا مِن هاديس يَلمس وجهه ذَا الملامح الصَارمة فَتلينُ لأجل لِيجاسوس.. لِيجاسوس فَقط :«ألهذا الحَد أنتَ وَاقعٌ لِي أيها السَيد؟ »

«لِلحَد الذِي لا حُدود لَه، حَتى الهُوَّةِ وحَتى الجَحيم. » أجاب هاديس لِيُقهقه لِيجاسوس مُتهكمًا :«الجَحيم عَلى بُعِد خطواتٍ مِنَا، أحبني لِشَيئًا بَعيد المَنال عَنك يَا إله الموت. »

«أالأُوليمب تَكفِ لِحُبك يَـا لِيجاسوس الإنسي؟ » قَهقهَ لِيجاسوس مَرة آخرى لِصوت هاديس الضَجر، أمَّـا عَن إله المَوت فَتبسمَّ وأشرقت ملامحه لابتسامة حَبيبه.

أقتربَ هاديس مُقبلًا عُنق لِيجاسوس والِذي لَم يُقاوم بِدوره استجابة جَسده المُستضعف لِلمسات هاديس، قَد كان نَاعمًا هَادئًا مُترويًا ولَطيفًا بِعَكس صُوره أعلى جُدران المَعبد وتَخيلهم الصَارم عَنه.

«هاديس..» فَرَّ تأوهًا مِن بينَ شَفتا لِيجاسوس طَريح فِراش هاديس ذَا القَلب العَاصِ، تَبسمَ لتأثيره عَلى البَشري صَاحب البِنية الضَعيفة يَتمرد أكثر بِلمساته إلى أماكن لِيجاسوس الأكثر حساسية.

شَهقَ ليجاسوس يَحاول استيعاب الأمر يُوقف هاديس :«أنا أريد لآغابـي الحُرية، أولًا حُرية آغابـي وسأكونُ مِلكَ راحة يَديكَ أيُها السَيد. »

-
يُتبع..

أيـنَ أغابـي فِي إيلـيس. |L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن