part 1

37 2 0
                                    

الوقت , الوقت  يجيء بسرعة مهرولاً نحوي و انا جندي حاملاً بندقيتي ذخيرتي بجعبتي و صورة لأبي و اختي التي تنتظر بلهفة اخباراً سارة عن سلامتي من الموت الذي أتطلع اليه من الفناء الدنيوي الذي اتمناه الى الخلود في الجنة, الوقت لا يوقفه شيء الا الخلود و الخلود لا يأتي الا حين استشهد ! ترى متى سأنالها متى سأكون في ركب الماهدين الذين على اكتافهم اجنحة ملائكية يحلقون قرب النبي و الائمة و السيد الخميني العظيم عليهم السلام .. الكثير من مجاهدي الفصيل الذي انا فيه نال الشهادة و بقيت انا أتطلع لنيل وسامها الإلهي الخميني .. ان قصتي هذه قد لا تكون مشوقة كما تشاهدون في الأفلام السينمائية الا انها قصة عامين خضت فيها الجهاد في سبيل الله و على بركة الولاية و الفقيه ..

في مطلع سنة 2014 اجتاح عناصر الإرهاب التكفيري بلدي العزيز العراق يهددون الشعب و الأرض و كل ركنٍ دافئٍ و كل شيء هادئٍ  يتوعدون بسفك الدماء و بهدم قبور الائمة و الأنبياء
كان عمري آنذاك ستة عشر سنة فقط , اقطن في حي بسيط شبه الميت بمبانيه المهترئة و سكانه البسطاء الا ان هذا الحي الميت قد ولد من رحمه فصيل عسكري قبل انشاء الحشد الشعبي المقدس  تمثل بما حدث في ايران بما صنعه الامام تحت شعار دفاع مقدس لم يكن لنا دعم مادي فساعدني والدي بشراء بزة للقتال بسعرٍ زهيد جدا قد لا ترتقي لما سأواجه لكنني حين اشتريتها شعرت بفرحة الانتصار قبل اوانه و كأنما ببزتي هذه قد انتصرت على الإرهاب .
اتفق آمر الفصيل على ان يكون يوم الجمعة هو يوم الصعود للجبهات  .. اذ كانت رحلتنا نحو منطقة غزاها الإرهاب في اطراف بغداد تدعى إبراهيم بن علي , كنت اتلهف و بشوق كبير ليوم الجمعة الذي سأحمل بندقيتي معهم و أكون مشمولا بالاجر الإلهي الذي سيكسبونه اذ ان فصيلنا لم يكن فصيلا مدعوماً بعد بل كان نداء الخميني هو الذي حرك ابصار قلوبهم .

هذا بفضل الخمينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن