مكتملة جزء واحد

3.8K 120 20
                                    

أستلقي بجسدي المريض ، على سرير مستشفى و به تتعلق الأنابيب الطبيّة .. فهي ما تبقيني على قيد الحياة لم يعلموا أنني أتمنى قيد الموت أتذكر سنين ماضية ، الأجمل ما عشته معه ، أتوسّل بدموعي أن أراه لمرّة أخيرة فأودعه بين أحضانه بينما أريح رأسي على كتفه يعانقني إليه يلف يديه حولي لكن لا جدوى الأمل هو آخر ما سيأتيني ، تعبت أُنهكَ جسدي و زهقت مشاعري فماتت شوقاً إليه ، حرّكت رأسي أنظر للنافذة آهٍ كم تذكرني بلقائنا الأول ليلة عاصفة ثلجيّة يتساقط الجليد محدثاً نغماتٍ على زجاجها إنتابني الحنين فعادت ذكرياتي إلى يومنا .

أيحنُّ قلبه إلي كما أنا ؟

قبل خمس سنوات
إيطاليا - البندقية
منتصف فبراير كنتُ قد ذهبت في سفرة سياحية مع صديقتيّ الوحيدتين إلى مدينة البندقية في رحلة بعيدة عن بلدي الأم ، يصطحبان معهما حبيبيهما فكنت أنا الوحيدة بينهم التي أرفض الدخول لعلاقة عاطفية فأراها مضيعة للوقت فأنا أفضّل التركيز على كتابة رواياتي و نشرها على المدوّنة الخاصة بي ، دخلنا إلى مطعم شعبي أحد أطراف المدينة فبعضهم يغنون و البعض يرقصون حتى طلبت مني صديقتي (إيلا) أن أصعد و أغني على المسرح باللغة الإيطالية أكره مديح نفسي لكنني الأفضل بينهم في الغناء خجلت رفض طلبهم و هم ينظرون إلي بتوسّل فصعدتُ أبدأ بالغناء إندمجت خصوصاً مع إعجاب الجمهور القليل رقصت و قفزت حتى بدأت ألهث و فقدت توازني ، أكمل الأولاد عزف لحن الأغنية و أنا سقطت بين أيدي رجلٍ ما ، جذبني فحدّقت فيه حتى تحدّث بالإيطالية " أنتِ بخير ؟ " إستقمت أتحرر من ذراعيه شيء ما جعل قلبي مضطرباً حين وقعت عيناي على هذا الرجل لم ألحظ أنني أنظر ببلاهة إليه حتى إبتسم و كلّمني " هل أستطيع دعوتكِ على كأسٍ من الشراب ؟"

تلعثمت و كنت سأرفض لكن صديقتي تحدّثت عني و هي تدفعني إليه " بالطبع ، بالطبع ستذهب !" همست بأذني " هذا الرجل وسيم لا تضيّعيه !" ، شعرت بالإحراج و مشيت معه نحو طاولة بمقعدين من الخشب و راحَ يحضر كأسين ليقابلني على الطاولة الصغيرة لم أشعر من قبل بهذا الكمال كأنه توأمي و أفكارنا المتشابهة فكلانا يحب البوب و يبدو أن كلينا ذهب لإحدى حفلات (إديل) المباشرة ! الا أننا لم نتقابل هناك إستمرينا بالحديث المطوّل دون ملل حتى نظر إلي بنظرة لم أعرف كيف أفسرها فهي خليطٌ من الحسرة و البؤس كشخصٍ يائس أمسك بيدي " أعرف أن هذا سيبدو غريباً و مفاجئاً لكن .."

صمت لبرهة ينظر للجانب الآخر ثم حدّق إلي " هل تتزوجينني ؟ " صدمت جدّاً فنحن لم نتقابل إلا منذ ساعات قليلة و هو يطلبني للزواج ؟! أعني لم أفهم و بقيت بحيرة من أمري لا أنكر أنني أعجبت به لكن اليس من المفترض أن نعيش أكثر من شهرين على الأقل في علاقة عاطفيّة حتى تنتقل لهذه المرحلة ؟! مرحلة الإرتباط المقدس ؟! ، أجبته " أنا- أنا لا أعرف ما أقول.. لست إيطالية حتى أنا من تركيا و-" قاطعني بإيماءة رأسه و إبتسامة " أعرف.. أنا تركي كذلك..."

لقاءٌ في إيطاليا / مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن