|١| غريبٌ في واحةِ عدنْ

59 9 2
                                    

عطّر لسانك بذكرِ الله☘️💙

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


عطّر لسانك بذكرِ الله☘️💙

—————————-

شَتَمَ بحنقٍ تحت انفاسه لحظهِ العاثر، اذ تركتهُ تلكَ القافلة ما إن عرفَتْ بكون جيوبهِ خاليةً من أي قرشٍ قد يدفعهُ لهم لقاءَ ايصاله!

المْ يستطيعوا تركه بمكانٍ قد يزوره إنسيُّ على الاقل؟

لكن لا، فهاهو يسير بلا هدف وسط صحراء عدن، ولن ينتبه حتى لو مرَّ من نفسِ الطريق لمرات عدة، الشمسُ الساطعةُ تُحرِقهُ بأشعتِها، وحتى إن حالفه الحظ و وجد مكاناً يستظل به فحرارةُ الجو العالية لنْ ترحمه!
الماء القليل الذي بحوزتهِ يكادُ ينفد، ومعه أمله بالنجاة، يكافح للاستمرار بالمشي فجسده منهك ولا يستبعد فقدانه لوعيهِ بأيةِ لحضة.

لمَ صدّق تخاريف تلكَ العجوز عن وجود كنزٍ عظيمٍ هنا؟ الشيئ الوحيد الذي يراهُ هو كثبانٌ رملية وحشراتٌ وعقاربٌ وافاعي! وربما بعض الطيورِ التي تَستَفزّهُ لعدمِ قدرتهِ على اصطيادها بسببِ ارهاقه.

استمر بالمسير لعلّ معجزةً تحصلُ وتنقذه من هذا الوضع، واثناء شروده بافكاره اصطدمَ بشيءٍ ما، تراجعَ للوراء ورفع رأسه ليجد..لا شيء! هل اصبحَ الهواءُ صلداً فجأة أم أنه قد بدأ يُجنُّ بالفعل؟
تقدّمَ ثانيةً فإذا بالامر يتكرر، وقف محتاراً ومدهوشاً..دعكَ عينيه محاولاً ايقاظ نفسهِ، هو يتخيل حتماً..تقدّم مرةً اخيرة، تأكد حقاً من وجود جدارٍ خفيٍ امامه، كيف؟ هذا ما كان تفسيره عسيراً، جلس في مكانهِ، أيعود من نفس الطريق  ؟ بعد كل هذا المشي ستكون عودته ضرباً من الجنون! كلا، بل طريقٌ نهايته الموت من التعبِ والعطشِ والجوعِ والمزاجِ المتعكر..
وبينما يفكّر بمصيبتهِ وحياتهِ قصيرةِ المدى على الارجح، تسلّلَ لأُذنيه صوتٌ غريب.. الحانٌ جميلة..شعرَ بسعادةٍ غريبة..فقد الشعور بتعبهِ وجوعهِ، والجو اضحى ربيعياً،نهض تابعاً اياها..لحضاتٌ حتى تشكّل مَنظرُ منحدرٍ شاهقٍ امامه، القفزُ سينهي حياته لكن الالحانُ تطمئنهُ بأن سقوطهُ يعني الخلاص ! بأنها ستنقذه، بأن الحياةَ الرغيدة والمرفّهةَ تنتظره..هو واقعٌ تحت سيطرةِ وهمٍ ما، ادراك ذالك أسهلُ من مقاومته، صوتٌ انثوي ناعمٌ أمرهُ بلُطفٍ بالقفز..

قصص قصيرة| short stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن