2

34 12 3
                                    

السـاعة الرابعـة عصرًا، بعد تلكَ الحادثةِ بخمسِ دقائق، وجهةُ أسونا:-

واقفةٌ وسطَ الضبابِ الذي بدأ بالإنقشاعِ أخيراً ليُفاجئها قدومُ وحدةِ الدعمِ واقترابهم منها، والذين كانوا يرتدون زِيًّا ذا لونٍ أسودٍ مع خطوطٍ خضراء تصاحِبها قُبعاتٌ عسكَرية ويترأسهُم شابٌ حادُّ الملامِحِ ينادونهُ بالرقيب "غورين".

اقتَربَ منها ليتحدَّث ساخِرًا: - يا الهي مالذي أراه!، الساحِرةُ الصاعِدةُ يوكي أسونا كادت تُخفِقُ!! عجيب جدًا. أنهى سخرِيتَهُ بينما يُصَفِّق لتنظُرَ إليهِ ثم للفتاةِ القصيرة ذاتُ الشعرِ البنفسَجيّ: - الرقيب غورين.. شينوا تشان. لتُحَيَّيها المعنِيّةُ بيدِها.

أسونا تبتسِمُ بإعتذارٍ بينما يعود لونُ شعرِها لطبيعته: - كانت غلطَةً مني جعلَهُ يَفِرُّ هارِبًا بعد كُلِ ما سببه من ضرر.

لِتُهمهمَ شينوا بابتسامتِها المعتادة: - لا عليكِ، ليسَ خطأكِ فلستِ الوحيدة التي لم تتمكّن بالإمساكِ به ومحاصرتِه.

اتّسعَت حدقتا عينيها بتعجُبٍ لتسأل: - تقولين.. لستُ الوحيدة؟، إذًا فهنالك سوابِقٌ لفعلتِه!؟.

لتومئَ شينوا بالإيجابِ فَيتحَدّثَ غورين من بَعدِها: - بدأ الأمرُ منذُ أسبوعَينِ تقريبًا، لكن ما لاحظتُه أنَّ تحرُّكاتِه لم تكُن عشوائية.

أسونا واضعةً يدها قرابَةَ فمها: - إذًا فأنت تقصِد. غورين هازًا رأسه: - أجل، أظنُ أن هنالك من يُخَطِّطُ لإستِخراجِ أرواحِ الطاقةِ الأكثرَ قُوّةً من أشخاصٍ قد حددهم وتجميعَها لغرضٍ ما. ضاقت عيناهُ ليكمل: ولا ندري لأجلِ ماذا قد يحتاجُها، إلا إذا.. . سكتَ مُخفِضًا رأسهُ لأسفل مع نظرةِ شكٍ لاحظَتها شينوا.

أسونا قد تذَكرت أمرًا ما لتتلَفّت باحثةً عنه: - لا.. لا يُعقل.

شيكي التي كانت بالخلفِ يتم معالجةُ جِراحِها قد تحدّثت: - إن كنتِ تبحثينَ عن تلكَ الصغيرةِ الوردية، فقد لَحِقت بذلك الوحش. لِيُصعَقَ كُلٌ من أسونا وغورين بفريقِه.

عندَ لين التي كانت تُطارِد الكيانَ المدرّع المغطّى بالهالةِ المظلمة والجوُّ الضبابّي كانَ لايزالُ موجودًا من جِهَتِهم، بقَفَزاتٍ متتاليةٍ مرورًا من فوقِ اللوحاتِ المعَلّقةِ بجدرانِ البناياتِ ولين تتنقّلُ من فوق المركباتِ الطائرة بينما تُحاوِلُ إصابَتهُ بمُسدّسَيها، كانت تصرُخُ بهِ بتعابيرٍ جِدّيةٍ ملأها الغضب: - توَقّف مكانَك، لن تُفلتَ بِفعلَتِك!.

أمالَ المُدّرعُ رأسهُ للخلفِ قليلاً قبلَ أن يقفِزَ منعطِفًا ناحيةَ اليمينِ وقد كانَ الطريقُ يضيقُ شيئًا فشيئًا!، إلى أن وصلا لنقطةٍ مسدودة، عندها هبطَ المُدَرُّعُ على الأرضِ ثابِتًا في مكانِه لتتوَقّفَ لين بابتعادِ بضعةِ أمتارٍ فحسب.

انبثاق من أعماق اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن