3

16 11 0
                                    

بعدَ أسبوعٍ من تلكَ الحادثة، بتوقيتِ التاسعة صباحًا، على طريقٍ جبليّ قد جاورَتهُ بعضُ الغيوم تاركةً بعضًا من خيوط الشمس بالمرورِ من خلالِها، انطلقت مجموعةُ غورين الخاصّة وبرفقتهم لين وأسونا على متنِ مركبةٍ طائرةٍ كبيرةٍ سوداء كانت تسير بسرعةِ مئتَين.

شينوا تجلسُ بالأمامِ بجوارِ غورين الذي كانَ يقود، وثلاثةُ من المجموعةِ كانوا يراقبون الطريق، لين التي لم تتوقف عن العبثِ والتنقل في الخلفِ والأمام كانت تسألُ شينوا كُلّ بضعِ دقائق عن مكانِ الوجهة، وهاهي تسألها مجدداً: - نيه نيه أختي شين!، إلى أينَ نحن ذاهِبون!؟.

لِيجيبها غورين بمللٍ وقد حفِظَ الإجابةَ عن ظهرِ قلب: - إلى منزلِ آل هيراجي، إذ أنّهم سيقيمونَ حفلَ مبيتٍ وقد تمت دعوَتنا كذلك بفضلِ التي أمامكِ. ليتثاءبَ بعدها فيسألهُ أحدُ المرافقين عن حاله ليجيبَهُ بتذمُّرٍ بانَ على وجهِه: - البارحة قمت ببعضِ التصفيات لإحدى المناطق وقد أخذَ ذلك وقتاً طويلاً. ثم تثاءبَ مجدداً. الجوُّ باردٌ حالياً وهذا ما يُفسّرُ سببَ ارتدائهم لملابِسَ ثقيلة .

بعدَ حوالي ساعةٍ ونِصف وصلوا لِوِجهَتهِم المطلوبَة ليَستَقبِلهُمُ الحرسُ مُجرِينَ بعضَ التفاتيشِ الصغيرة المهمة قبلَ أن يُدخِلوهم من البابِ الأماميّ، تقدّمتهُم هيراجي شينوا ليصبحَ المُرور أسهل فأميرة آل هيراجي هنا.

تمَّ الترحيبُ بهِم واستقبالُهم، كانَ المكان يوحي بالطمأنينةِ والقلقِ بذاتِ الوقت، الألوانُ الباردة على الجدرانِ تتحوّلُ لساخِنةٍ حينَ يتم اشعالُ نيرانِ المدفأة، أسونا تقومُ بالترحيبِ بالأشخاصِ الذين وصلوا قبلَهُم وتتصرّفُ كآنسةٍ لبِقة، لدرجةِ أنهم اعتقدوا كما لو أنها أتت من عائلةٍ ملكيةٍ ما، ثم جلسوا بعد كلِّ هذه التراحيبِ وتمت ضيافتُهم أحسَنَ ضيافةٍ.

وقتها .. دخلت سيِّدةُ القصرِ بفستانٍ أزرقَ طويلُ الأكمامِ وأطرافُهُ بيضاء، بسيطُ التصميم، شعرٌ بنفسجٌّي باهِتٌ طويل، بدت مرحةً عكسَ شقيقتِها الصغرى شينوا، ابتسمت لهم وحَيّتهم بابتسامة: - أهلًا بكم وشكرًا لقُبولِكمُ الدعوة في منزلِ هيراجي. نظرت شينوا لأختها بلا ردّةِ فعلٍ فيما كانت هي قدِ اقتربت منها ودَنَت لمستواها لتهمِسَ في أذنها: - شكرًا لكِ على الهدية. شينوا وقد استعجبت من كلامها سائلةً بذاتِ النبرة: - عن ماذا تقصِدين؟. لتبتعِدَ عنها الأخرى وتُكملَ استقبالَ الضُيوفِ الجدد بأخذِهم بجولةٍ حولَ المنزل الذي لم يكن منزلًا بل قصرًا بشكلٍ أقرب.

الساعة الخامِسة عصرًا، الغيومُ قد غطّت ما تبقى من خيوطِ الشمسِ لتزدادَ برودةُ الجوِّ إلى خمسِ درجات مئوية، المكانُ هادئٌ بالنسبةِ إلى منتصفِ النهار، كُلٌ قد عاد إلى غُرفتِهِ التي تمّ تجهيزُها لهُ بعدَ وجبةِ الغداءِ ليتدفّأ ويبدأ بمراسِمِ الحفل الغريب!، في هذا الوقت.. خرجَت لين بعدما أخبرت أسونا أنها ستتمشّى في أرجاءِ القصرِ قليلاً، وقد بدأت رحلتُها الإستكشافية كذلك، فأخذت تنظُرُ للغرفِ التي كانت شاغِرةً أو مهجورة.

انبثاق من أعماق اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن