على سرير كبير ارتخ بجسده الخاوي من الداخل،
ينظر إلى بقعة في السقف بشرود،
ويرسم دائرة حولها وما يلبث حتى يقطعها نصفين،
يتمتم بكلمات غير مفهومة،
و يحرك يده لسقف ثم يضمها لجسدهتذكره نفحات هواء باردة انه نسي النافذة مفتوحة فيلسع البرد جسده الهزيل،
تحرك من السرير ليغلق النافذة الكبيرة علّه يجد راحة لحظية أو أن يهدأ برد الشتاء القارس المحيط بقلبه فيحس اخيرا ببعض الدفء
علّه يؤدي إلى تأجيل الفكرة التي يخطط لها منذ فترة ليست بقليلةتوقفت يده وهو يغلق النافذة لينظر إلى السماء سوداء قاتمة
تماما كحالة قلبه في سائر الأيام
خاوٍ من كل حماس أو شغف، فقير برغبته في الحياة، بارد أكثر من الشتاء في عراء الجبالشعور يغمره بظلم الحياة، تسلب في دورتها الطبيعية أثمن ما نملك، و المؤلم حقا لقلوبنا، أن عجلتها تستمر بالدوران، تاركة إيانا عاجزين عن فعل شيء نتحسر على ما خسرنا
تشهد مرض أقرب الناس لقلبك سبعة سنين وانت تشاهد بصمت مجحف، و قلب متثاقل بالضعف
تشاهد معاناته و تتألم لآلامه و لكنك لا تقوى على تمنى الراحة الأبدية له لأنك تخشى بالأكثر فقدانهو إلى أن يرتاح تحت التراب و تعاني انت فوقه،
هو ودّع الحياة...
وأنت اضطررت لمواجهتها وحدك،
مع ان من حولك كثر
لكنك تشعر بالوحدة لأنك فارقته،
تشعر أنه أغلق قلبك على ذكراه فمنع احد من شغل مكانه.عاد ليجلس في زاوية الغرفة، غير ملبٍ لنداء والدته لطعام،
يمسك العديد من الحبوب ذات اللون الأبيض، فما معرفته للون الحبوب البيضاء في انعدام الضوء الا لانه يعلم تمام العلم ماهيتهافقد تناولها كل يوم لتسكين ألمه و لكنها مثله عجزت عن تقديم أي نتيجة،
ك مراجعته لطبيب نفسي
اوقد في داخله امل بادئ الامر انه سيغيره للأفضل لكنه تركه بعد أن رماه لدرب المواجهة وحده
وانتزع معه فكرة الأمل مرة أخرىفي قلبه علم تمام العلم ان الحياة ثلاث أشكال:
أن تستيقظ وانت شعلة من الأمل والتفاؤل وتستعد ليومك كأن حياتك تنتهي اليوم، وتشجع ذاتك ببعض كلمات تقدير وحب واحترام، وتزرع بذرة لعادة مفيدة في نفسك، وتبقي بذهنك مبدأ أن الحياة جميلة ويجب أن يسعى لها الإنسان ويجتهد، وتسعى لاستغلال كل ثانية من وقتك لاعتبارك أن ثمين
او ان تعيش يومك معتمدا على التشاؤم، أن تشعر من حولك أنك تملك هموم الدنيا والحزن قد اتخذ شكل الهواء الذي تتنفس، أن ترسخ لدى من حولك فكرة انك محطم ومدمر وانك قد واجهت بالحياة الكثير لتجعلك كريها مع الآخرين، أن تكذب بحجم أحزانك بينما غيرك يواجهها نفسها ولكن بطريقة مختلفة، أن تستطيع النوم بهدوء وانت كنت صباحا تشكو لاناس تحاول جاهدة أن تنام نصف ما تنامه، أن لا تضطر إلى الشعور الفعلي بالهم بعيدا عن أقوالك المتشائم، بينما الذي يسمعك قد أثقل الهم قلبه، الاناس تكفيها ما تملكها لذلك ابقي حزنك الكاذب لشخص يماثلك الشخصية وابتعد عن الصامت لأنه يصمت حزنا على ما يملكه من مآساي وليس احتراما لكلامك