Chapeter +02+

4.6K 247 70
                                    


أَفكرت يوماً أَن كانت المَخاوف حُفرة كم سيكون عُمقها؟

أَن أَقتربنا ونظرنا في داخلها فـ هل سنَفقد أَنفسنا مع كل خطوة؟

طلبني زوجي ليُحدثني في مكتبه حيث يعمل طوال الوَقت.

لُفافة التِبغ كانت رفيقته السيئة طوال هذهِ السنين معي في هذا المنزل.

عندما أَنظر له جسدي يَرتعش وكياني يُخطف ولا يزال يهزني قليلاً..

أَغلقت الباب ورائي وجلست على الكُرسي أَمامه أَنتظر سماع ما يود طرحه عَلي.

" وجدت طَبيباً لك لتتخلص من عُقدتك تايهيونغ. "

تَقريباً كم ستكون الفرحة التي يجب أَن يشعر بها لكوني سأَكون طَبيعي؟

أَياً منها ليس ظاهر على وجههُ، الخجل من نفسه أَكله لدرجة إِنني أَراه أَعتذاراً بدلاً من شخص.

بالطَبع لن أَتحدث، أَمسكت هاتفي وكتبت له ما أَود قوله حقاً بكل صراحة.

'لا أُريد شيئاً منك جونغكُوك، دعني وشأني'

نظر إلي وتنهد يَفرك وجهه، ينظر إِلي عميقاً بعيني..

" تايهيونغي صغيري أَفهمني "

أَستقمت فاتحاً الباب وخرجت ليُقابلني كيان ميرا التي كانت تَضع الألعاب لسو

وتَجلس لتلعب معها في الصالة وقهقهات سو الطفولية مُنتشرة في كل مكان.

جلست بجانبهم ونظروا إِلي بهدوء لتُقدم لي ميرا دُميتها " أَلعب معها بابا، سأَجلب الحليب لها. "

توترت ورمشت أُحدق بظهرها وهي تركض للمطبخ وتُحدث جليسة الأَطفال
والتي تكون مُدبرتنا المنزلية لتَصنع قارورة سو الخاصة بالحَليب.

صفقت سو بيديها وأَبتسمت بخفة أَضع الدُمية على وجهي.

أَنزلتها ورأيت ملامحها البلهاء تتبدل لضحكات وأَشتهقت من شدة الضَحك.

هي لطيفة للغاية، حقاً لطيفة يا رِفاق وصغيرة.

" با..با " عضضت شِفاهي بينما ترفع يديها نحوي ونظرت للأرجاء كي لا يراني جونغكُوك.

تقدمت وحَملتها بيدي بينما أَشعر بالرهبة، صدقوني هذهِ ثاني مرة أَحملها فقط !!

جلست ميرا لجانبي وأَبتسمت تنظر إِلي قائلة بينما تميل برأسها " هل تستطيع التحدث معي بابا؟ "

عادت لي كل الذكرايات السيئة وتبدلت أَبتسامتي ونفيت، هي أَومئت بتفهم لذلك.

لكنني شعرت بالخجل الشَديد والكره لهذا الوضع، تركتها بيد ميرا وأَستقمت لغرفتي.

تتسائلون أَن كنا نتشارك الغرفة أَنا وزوجي معاً؟ 

نحنُ نفعل فقط عندما يَأتي أَحد ليزورنا كي لا يَقول شيئاً..

أَصطدمت بصدره العريض وأَمسك كتفي يُبعدني محدقاً بوجهي الباكي.

" هل أَنت بخير؟ " نفيت وأَنتشلت يديه عني داخلاً لغرفتي.

بحثت عن الموسيقى التي كنت أَكتبها والنوتات التي لم تكتمل بعد..

وجلست على مَكتبي أَفتح الضوء الأَصفر المَكتبي مُمسكاً بقلمي الأَسود.

مؤلم كيف أَن تكون الطرف المُحطم والمُنكسر ويظنك الجميع القوي الذي سند العِلاقة.

في رحلتي لكتابة الموسبقى أَكتشفت إِنني أَكتُبني أَنا وأَعزُفني..

لا زلتُ أَذكر أَخر مرة قدمت بها عرضاً بهذا الكَمان.

كانت في زفاف أُختي قبل شَهر، وكان عزفي مُبهراً وخلق دوامة من المُعجبين بفَني.

لكن مَن يَهتم لما يَظنه الآخرين بِي؟

من يَهتم لي أَساساً؟

" والدَتي ستأتي مساءً. " تحدث فاتحاً الباب

أَومئت ولم أَستدر لأَنظر إِليه بعد.

أَغلق الباب وأَقترب جالساً بجانبي على الكُرسي.

كان ينظر للنوتات التي رسمتها بأَناملي ولوجهي كَذلك وهمس " تايهيونغي "

نظرت له وأَبتلع يُرتب مكتبي بيديه بينما يُحاول قول شيء ما.

أَمسك بكفوفي بعدها وطبع قبلة عليهما هامساً مُجدداً " يا سَنـدي "

وعاد لتَقبيلهما جاعلاً من دموعي تَستوطنني " نَجاتـي وحِبالـي "

" أَرجوك دَعني أُكفر عن ذَنبي وأَراك تُشرق لي مُجدداً يا شَمسـي ونور عَـيني. "

'أَذهب'

'أَتركني أَرجوك'

'لا'

'لا أُريد'

'أَفلتني ولا تَقترب مني حتى'

'أَكرَهُك جونغكُوك'

غادر بعد أَن تجاهلته وسقطت بنوبة بُكاء صامتة خنقتني

أَترضى الروح بأَعتِذارٍ لقاتِلها؟

معشوقـي

وفاتِنـي

وصغيـري

ونور عَينـي

وشمسـي

نجاتـي وحِبالـي

كُلها لا شَـيء عند تَذكر كَلمة أُصمت مِنه.

كَرجُل' تايكُوك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن