رفقاً بي ، أعيدي الذكريات ..
ذلك الرجل عديم المشاعر ، كالجليد في مشاعره ، يؤذيني بإبتعاده و لا أحتمل فراقه ، رغماً عني أحببته ، إيقنت أن ما تولّد بيننا في ذلك الكوخ المطل على بحيرة بين الجبال لم تكن أحاسيس عاديّة بل مشحونة بالطاقة و الشغف ربّما أعتقني من عذابي لكن علّقني بقلبه ، أخشى رحيله و أتحرّق لوجوده ، خاطفي اللعين مؤجج نيران حبّي ، أقسم بك أنني جاهدتُ لإجهاض مشاعري لك فأنت مجرم كيف لإنسان أن يعشق قاتلاً ؟ ، مرّت أمامي هذه اللحظات حين كنت أتمشى في حرم الجامعة ، عائدةً لمنزلي حين لمحت الأستاذ المنتقل حديثاً ، ربما بالثلاثين من عمره ، يحدّق بنظراته الثاقبة إليّ ، بذلتة السوداء الأنيقة بدا كأنه من عالمٍ مترف ، يقف بشموخ كعارض أزياء ذو شخصية غامضة ، أشاح نظره عنّي محدّقاً نحو ساعة يده و مشى بإتجاهي
-" حضّرتي البحث الذي أعطيتك ؟" يحادثني بنبرة جامدة كأمر لي .
-"كلا ، لم يكن لدي الوقت الكافي ثم إنك منحتنا أسبوعاً لإكماله "
-" أريده غداً على طاولتي " ، كم هو متعجرف يعاملني كشخص تحت إمرته لم يترك لي مجالاً لأعترض لف جسده و مشى بإعتدال .ربما أعجبت به حينما رأيته لأول مرة لكن صار يعاملني بإحتقار كغير الطلاب الموجودين ، ذهبت أفكر كيف سأتمكن من إنهاء البحث لم أنتبه للطريق فإصطدمت بإثنين من الرجال و تراجعت أعتذر لكنهم يبحثون عن مشكلة
-" إنتبهي ! ... أوه ما هذا ؟ ، أتريدين الحصول على بعض المرح ؟"
-" سيدي من فضلك ما هذا الكلام ؟!"
-" سأعطيكِ بعض المال "
زمجرت في وجهه بغضب "ماذا تعتقدنني ! ، إبتعد عني ! أتركني !" قاما بسحبي نحو أحد الشوارع الضيقة حاولت الهروب لكن كلاهما يهجم عليّ ، إستنجدت علّ هناك أحدٌ يسمعني ، حتى شعرت بإحدهم يسقط على الأرض و يُضرَب بقوة على بطنه ليتبعه الآخر فيهربان من أحد قد هاجمهم ، كنت أرتجف أمسك ملابسي أحتضن نفسي حتى شعرت بشخص يلفني بسترته و يساعدني على النهوض ، رفعت رأسي فرأيته " أستاذي ؟!" ، لقد كان هو الرجل الغامض و منقذي الذي إعتقدت أنه يبغضني و لا يطيق وجودي أستاذي المتكبّر ، بلا وعي إحتضنته أبكي " أشكرك ! أشكرك ، لو لم تكن هنا ل ... "
-" حسناً ، كفى ، أنتِ بخير "
-" آسفة على تصرفي هذا ، أنا ممتنّة إليك .."
إبتعدت عنه أبتسم لاحظت أنه يشيح وجهه عنّي ، يضع يديه بجيوب بنطاله و يمشي دون أن أرى ملامح وجهه
-" أين منزلكِ ؟ ، سآخذكِ ، الوقت تأخر "
-" لا أريد إزعاجك ، سأركب الباص "
-" لا تناقشيني و إصعدي هيّا "أومأت برأسي و تبعته إلى سيّارته السوداء الفخمة ، قاد و لم نتكلم أي كلمة لكنني شعرت أن في فمه كلام يتردد في قوله ، ينظر إلي بنظرات سريعة و يعود لينتبه إلى الطريق .
أشرت إليه أمام موقع المنزل فرأيت الشخص الذي إستأجِر منزله و جارتي يتحدثان بجانبها أبن أختي ذو الثلاث أعوام ، ترّجلت من السيارة و تبعني الأستاذ ، فحدّثني الرجل :
أنت تقرأ
عشق قديم / مكتملة
Chick-Litخاطفي اللعين هو أستاذي في الجامعة ، كم أتوق لمغادرة سجنه فأجد نفسي أشتاق إليه أضعافاً ، تملّكني و حبسني حاولت الهرب مراراً حتى يأست كل محاولاتي الفاشلة ، فيأتي ليُحييّ هذا العشق القديم ، هل سأسمح للذكريات المؤلمة أن تعود ؟ و ماضِ يعاود الرجوع فأكتشف...