البيت الأسود

38 1 0
                                    

لطالما شد انتباهي ذلك البيت ذوالجدران السوداء عندما كنت أذهب لزيارة خالتي في الريف، لكن لم أملك يوما الجرأة للاقتراب منه أو حتى للتحدث عنه أمام خالتي.
في طفولتي كنت أذهب لعند خالتي كل عطلة وكنت أحب المنطقة التي تسكن فيها كثيرا، لقد كانت مليئة بالأشجار والأزهار فكنت ألهو وأجري حتى أصل إلى ذلك البيت فأتوقف برهة أتأمله بفضول، إنه بيت قديم جدا، جدرانه بالية ويحيط به سياج من خشب لكن أكثر ما يميزه هو جدرانه المطلية بالأسود، يبدوأنه كان بيتا راقيا في الماضي ذات يوم اقتربت قليل منه لأدقق في جدرانه الغريبة فلاحظت أنها من خشب ذو جودة عالية، الغريب في الأمر هو لماذا اختار صاحب المنزل اللون الأسود لتزيين جدران منزله؟ فكرت في طرق الباب والتعرف على جيران خالتي والتحدث حول هذا اللون الغامض، لكنني انسحبت وعدت أدراجي إلى البيت، حاولت أن أسأل خالتي عن هذا المنزل لكنني تراجعتً أيضا، سحقا كم كنت جبانة ! مرت السنين وها أنا ذا قد غدوت شابة ذات عشرين عاما ولازلت أزور خالتي في العطل، لقد كانت تحبني كثيرا وتوطدت علاقتنا أكثر فقد كبرت في السن وأصبح بيننا قصص وأسرار.
ذات يوم تذكرت المنزل الغامض فقررت أن ألقي عليه نظرة لأرى كيف أصبح، وفي طريقي كنت أخمن أنني سأجده قد تحطم وربما قد أجد منزلا آخر في موقعه وكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت المنزل لايزال صامدا كما تركته، بقيت واقفة أنظر إليه إلى أن فاجأتني شابة فتحت الباب ونظرت إلي وهي تبتسم، ابتسمت معها واستدرت لاغادر فسمعتها تناديني، لقد كانت شابة في مثل سني، وكانت تميز بجمال فائق وشعر طويل ذهبي يتدلى على ظهرها.
جلسنا بجانب المنزل وتبادلنا أطراف الحديث بمرح حتى دعتني للدخول إلى المنزل والتعرف على عائلتها، كنت خائفة قليلا لكن جرأتي كانت أكبر هذه المرة فوافقت، كانت عائلتها متكونة من أم وأب وأخ صغير وكانوا كلهم لطيفين معي، فقد أحببت أمها كثيرا، لكن بعض لأمور جعلتني أستغرب قليلا، فقد كنت أرى كرسيا بجانب لاريكة لكن عندما ألقيت نظرة كرة أخرى لم أجده، وكنت أسمع أحيانا صوت ضحكات رضيع صغير رغم أنهم أكدوا أنهم لا يملكون رضيعا، وكنت أرى دخان كبيرا يصعد من المزرعة وعندما خرجت لاغادر البيت شعرت بقطرة سقطت فوق رأسي وعندما رفعت رأس ي فوجئت عندما وجدت أنه دم يقطر من السقف! عندها تملكني خوف كبير وأسرعت الخطى إلى المنزل. طوال الليل عندما كنت في غرفتي كنت أرى ظل أسودا يقف جانب النافذة وعندما ألقي نظرة ال أجد شييا، بقيت مستيقظة طول الليل والخوف يمزق داخلي، كنت أنتظر بزوغ الفجر بفارغ الصبر كي أروي ما حدث معي لخالتي.
ما إن حل الصباح حتى أسرعت للمطبخ وجدت خالتي تحضر القهوة فجلست في الكرس ي وبدون مقدمات رويت لها ما حدث معي في المنزل الأسود وطلبت منها أن تحكي لي عن سكانه وماذا تعرف عنهم، لكن ليتني لم أسأل فقد كدت أسقط أرضا عندما سمعتها تقول لي: " كفي عن هذا المزاح الثقيل، ذلك المنزل الذي تتحدثين عنه قتلت العائلة التي كانت تسكنه من قبل سفاح منذ أربعين سنة ومنذ ذلك الوقت وهو فارغ!

بقلمي واذا وجدتم نسخة منها في موقع ما فاعلموا أنها مأخوذة من هنا 🖇️

قصص قصيرة 👻🖇️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن