دخل جون إلى المنزل بعد يوم شاق في العمل وما إن سمعت زوجته الباب حتى توجهت إليه مسرعة وحملت عنه محفظة اوراقه ومعطفه وقالت في عجب :" مابك يا جون تبدو شاحبا هل أنت مريض ؟" رد جون :" لا تقلقي ياعزيزتي انا فقط مرهق بسبب العمل" فأخبرته أنها ستجهز له العشاء بسرعة ليتناوله ويأخذ قسطا من الراحة لكنه امسكها من يدها واخبرها أن تتوجه إلى الاريكة لأنه يريد أن يخبرها شيئا ما وما إن جلس الاثنان حتى قال جون في قلق :" لقد عيننا المدير للقيام بعمل خارج البلد بصفتنا زوجين نعمل في نفس الشركة"
-"حسنا ياعزيزي ولم تبدو مضطربا؟"
-" قد يدوم العمل مدة اسبوع او اكثر"
-" لازلت لا ارى أين الامر المزعج في الموضوع"
-" ماذا عن...جورج، طفل في العاشرة من عمره ، أين سنتركه"
-" هااا صحيح، لقد نسيت أن أمي وامك خارج البلد منذ مدة"
-" هذا ما يقلقني اكثر لقد كدت لوهلة أن اتحمس للعمل لكن عندما تذكرت هذا الامر اصابني القلق والحيرة..."
-" مهلا لقد تذكرت، سأتصل بأليكس..."
-" من هذه اليكس؟"
-" لقد التقيتها في زفاف ابنة خالتي واخبرتني أنها صديقتها المقربة، أنها حقا فتاة لطيفة كما أنها اخبرتني في حديثنا الذي لم يدم طويلا أنها تعمل جليسة اطفال"
-" حسنا، اذا كانت فتاة تليق بهذه المسؤولية فأحضريها، إنه الحل الامثل كما أن جورج فتى ذكي ومرح سيقضيان وقتا ممتعا أنا واثق بأنه لن يسبب المتاعب والازعاج"
وهكذا اتصلت الأم بأليكس وعرضت عليها الفكرة فوافقت الكيس فورا وبسرور كبير وجاءت في اليوم المتفق عليه وغادر الوالدان تاركان جورج في حماية أليكس ، كان جون وزوجته يتصلان بين الحين والاخر ليسئلوا ما إذا كانت الامور تسير على مايرام وكانت أليكس تخبرهم أن كل شئ بخير، لكنها كانت تتهرب عندما يطلبان منها أن يتحدثا إلى ولدهما فكانت تتحجج تارة بأنه نائم وتارة أنه في الحديقة واعذار اخرى، هذا ماجعل الوالدين يقلقان بعض الشئ.
حاول جون وزوجته انهاء عملهما في اقصر مدة ممكنة وعادا للبيت بعد أن قلقا على ابنهما. عندما دخلا البيت كان نظيفا ومرتب لكنه هادئ على عكس ماكانا يتوقعان، كان خاليا من المرح و الضحك والطاقة الايجابية فأسرعا يركضان في المنزل بحثا عن ابنهما وما إن فتحا باب غرفته وجداه مستلقيا في سريره وهو يغطي رأسه باللحاف وعندما سمع صوت الباب القى نظرة خاطفة فلما عرف أن والداه قد عادا ركض نحوهما وارتمى في حضن وهو يترعد خوفا فأخذ الاب يهدئ من روعه اما الأم فقد بقيت تبحث في المنزل عن شئ آخر.... سأل جون ابنه عن الجليسة فأخبره أنها ذهبت مسرعة في الصباح الباكر، عندها دخلت الأم وهي تحمل ورقة وقالت بذهول :" جون انظر ماذا وجدت في المطبخ" ولما قرأ ما كان مكتوب كان كالتالي : ارجو أن ترسلا اجرتي على رقم هذا الحساب.." وتركت رقم حساب أسفل الورقة لكنه ...كان وهميا هنا قطع الصمت جورج قائلا بتردد :" ماما... تلك الجليسة ... كانت تصرفاتها غريبة، لم تكن تتحدث إلي كثيرا واحيانا لم تكن تحضر لي الطعام وكانت دائما تحدق إلي بغرابة.... لقد كان عيناها مخيفة جداً ولكن الاغرب من هذا كنت أحيانا استيقظ من النوم في ساعة متأخرة فأجدها تقف في منتصف الباب وتحدق إلي في الظلام ثم تختفي فجأة...لقد كنت خائفا جدا ولازلت...، هنا قررت الأم أن تتصل بأليكس لتعرف ما الذي حدث وبمجرد أن رن الهاتف اجابت أليكس بمرح وسرور لكن الصدمة كانت مفزعة عندما طلبت منها الأم تفسيرا لما حدث فقالت بغرابة :" عفوا لكنني لم افهم عما تتحدثين !!" ولما اخبرتها الأم بالقصة ردت في ذهول :" لكنك لم تتصلِ بي أبدا ولم اتلق منك اي اتصال بخصوص جورج !!"
-" ما الذي تقولينه يا أليكس ، لقد اتصلت بك ووافقتي ثم بقيتي رفقة جورج طوال الأسبوع الفارط"
-" يا الهي ما الذي تقولينه انا اقضي عطلتي خارج البلد منذ شهر ولم اتلق منك اي اتصال كما انني أتحدث اليك الان من خارج البلد ويمكنك الاتصال بالفندق الذي أقيم فيه وستجدين أنني اتواجد فيه منذ شهر رفقة عائلتي !!!!"
-"....اذن من كانت تلك التي قضيت اسبوع رفقة جورج...."
