خديعة الطفولة

23 1 4
                                    

لطالما اعتدت أن أرى أبي عندما يعود من عمله وملابسه متسخة بالدم، لقد كان أبي جزار الحي المعروف باجتهاده في عمله، منذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا أنظر إلى أبي كأنه بطل كنت اراقبه من نافذة غرفتي كل مساء وهو يمر بحديقة المنزل بتلك الملابس الملطخة بالدماء ويختفي في قبو المنزل الصغير الذي لم أدخل له من قبل، كنت أتخيل والدي مثل البطل المنقذ في أفلام الاكشن عندما يقوم ببطولات جذابة وينقذ الشخصية الضعيفة من الوحش الفتاك وتتلطخ ملابسه بدم الشرير بعدما يقوم بقتله بالتعاون مع الأخيار. ذات يوم قررت أن أتبع أبي إلى قبو المنزل وأرى ماذا يوجد بداخله و يا ليتني لم أتبعه فقد أصبت بصدمة عنيفة بعد أن رأيت أبي يجر جثة رجل مقتول بوحشية  ويرميها فوق آلاف الجثث المخبئة في القبو ... كانت القبو اكثر شئ مرعب رأيته في حياتي، قد كان ممتلئ بالجثث المقتولة بطرق تقشعر لها الأبدان عندها اكتشفت أن أبي لم يكن يوما جزار ... بل سفاح وأن تلك الدماء المزركشة على ثيابه ليست دماء خرفان، بل دماء بشر !... لم استفيق من صدمتي إلا عندما سمعت نفسي أكلم الشرطة عبر الهاتف، فقد اتصلت بهم مباشرة بعدما رأيت منظر القبو المرعب، وبعد مدة علت أصوات صافرات سيارة الشرطة في الحي وانتشروا في منزلنا بسرعة كبيرة وبعد مدة قصيرة رأيت أبي يخرج من المنزل والشرطة تحاصره، لم أنس يوما نظراته المرعبة إلي وبعض الكلمات الغامضة التي تمتم بها وهو يمر بجانبي  وبكاء أمي وصدمتها كما لم أنس ذلك الشعور الغريب الذي انتابني وأنا أرى أبي يذهب إلى مصيره لا أدري هل كان حزن أم رعب أم شيئ آخر .. إلى يومنا هذا لم أفهم ذلك الشعور المرعب.

بقلمي واذا وجدتم نسخة منها في موقع ما فاعلموا أنها مأخوذة من هنا 🖇️

قصص قصيرة 👻🖇️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن