حفل زفاف

1.3K 73 50
                                    

كانت الساعة الرابعة عصرا. انتهى كل من ليفاي وهانجي من اجتماع طويل مع قادة البراديس واستقل الاثنان العربة عائدين إلى الثكنات .
"ليفاي...أحتاج إلى شراء بعض الأغراض من سوق المدينة...تستطيع أنا تكمل بمفردك إذا كانت مشغولا "
"لا هانجي!..سأرافقك...لا استطيع ضمانة سلامتك وأنت ترتدين الزي الرسمي!"
"إيه...أنت تبالغ في حمايتي ليفاي...من الأحمق الذي سيهاجم شخصا مثلي!! أم أنك فقط ترغب في قضاء وقت إضافي معي...قلها ولا تخجل أيها القصير "
أعطاها ليفاي نظرته الحادة الباردة المعتادة دون أن يقدم أي رد....لكنها كانت محقة...فقد مضى وقت طويل دون أن يحظى هذا الاثنان ببعض الراحة سوية...كانت المسؤوليات بعد استلام هانجي القيادة تسحق كليهما...لا بأس بالقيام ببعض الأمور الشخصية!
لم يكن السير في أزقة السوق لشخصين بمكانة هانجي وليفاي سهلا....الكثير من التحيات من العامة ...الكثير من الأسئلة...الكثير من التعليقات....نظر ليفاي إلى هانجي وهي ترد على الناس وتصافح وتجامل وتضحك....لا بد أن الحياة كانت أبسط وأسهل عليها في الماضي !
"هل انتهيت من شراء أغراضك هانجي...أريد الخروج من هذا الزحام بأقرب فرصة "
"بقي شيء واحد...نجده في متجر في نهاية السوق "
بينما كانا يسرعان الخطا للوصول إلى ذلك المتجر...تناهى إلى سمع هانجي صوت موسيقى وصخب واصوات تصفيق "
"اوه ليفاي انظر....إنه حفل زفاف هناك !"
"ليس لدينا وقت لاضاعته هنا"
"دعنا نذهب..فقط خمس دقائق ...مضى زمن طويل لم احضر فيه حفل زفاف"
"ولكن !" نظر إلى عينها السليمة وهي تلمع بطفولية بالغة !! "لا باس...خمس دقائق فقط"
كيف يمكن أن يرد طلبا لتلك المرأة..لقد افتقد حقا هذه السعادات الصغيرة في عيون هانجي .
وقف الاثنان خلف الحشود...يرقبان العروسين وهما يتعهدان بالحب لبعضهما البعض...وهما يضعان خاتمي الزفاف في مكانهما الصحيح....ويقبلان بعضهما البعض.
علت اصوات الناس بالتمنيات بالسعادة...ألقى ليفاي بنظرة جانبية إلى هانجي ليشاهد تفاعلها مع الحدث....كانت تنظر إليهما بسعادة...سعادة لم يرها ليفاي منذ مدة طويلة على وجه صديقته...اقترب ليفاي من هانجي حتى التصق كتفه بكتفها...أراد أن يكون قريبا منها...فردت هانجي تلك اللفتة الطيفة بامساك كفه دون ان تنظر إليه هي الأخرى.
"علينا أن نغادر الآن ليفاي..انتهت الخمسة دقائق !"
نستطيع البقاء قليلا إذا أحببت...مضى زمن منذ رأيت ملامحك السعيدة...ذات العيون الأربعة !"
"لا بأس...هذا كاف "
بينما كانا يستديران ويهمان بالخروج....سقطت باقة من الورود بجانب هانجي....سمعت هانجي صوت العروس وهي تقول..."أيها القائد...إنها لك... من يمسك بهذه الباقة سيتزوج أولا ! "
استدارت هانجي ولوحت للعروس شاكرة....وخرجت تاركة الباقة على العشب !...
"سيغلق المتجر أبوابه إن تأخرنا !"
" لم تأخذي الباقة هانجي !!!"
"...................."
"لم تأخذي الباقة !!!"
"إنها مجرد اسطورة ليفاي...شيء يبتكره الناس ليحصلوا على بعض المرح "
" اللعنة...ألا تريدين الحصول على بعض المرح ؟!"
" لا تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل....لا وقت لدينا لهذا"
"حسنا....."
سادت لحظات من الصمت....اكمل الاثنان طريقهما وانهت هانجي شراء ما تحتاجه ...وبينما كانا عائدين توقف ليفاي امام مطعم صغير ...وتذكر أنهما لما يحصلا على طعام الغداء في هذا اليوم الطويل !
"ذات العيون الأربعة....اذا لم نتناول طعاما الآن فأعتقد أنك ستنهارين قبل وصولنا للثكنات.."
"اوه..بالفعل انا جائعة....سيكون على حسابي هذه المرة"
"حمقاء....إنها فكرتي...ستردينها لي يوما ما !"
أثناء تناول الطعام....لاحظ ليفاي شرود هانجي ....لم يعتد من هانجي التي لا تتوقف عن الثرثرة هذا الهدوء!
"هل هناك شيء يقلقك..؟منذ خرجنا من حفل الزفاف وأنت شاردة الذهن"
"لا شي معين...أنا سعيدة لأن الناس في باردايس لايزالون قادرين على ان يعيشوا حياة طبيعية ويتزوجوا دون الخوف من الاعداء خارج الجدران .....أتمنى فقط لو نحقق سلاما طويلا للناس بعيدا عن الاقتتال والحروب...لكن لا أدري إن كان هذا سينجح"
"ليس أمامنا إلا المحاولة!"
"ليفاي!"
"ماذا؟"
"عندما ينتهي هذا كله ...إذا انتهى ...."
"نعم !"
"أريدك أن تتزوج وتبني عائلة !"
"ماذا!"
"كما سمعت....أريدك أن تتزوج وتبني عائلة !!"
"هل أصابك الجنون...أيتها النظارات القذرة!!"
نظر إليها بتحد....فرآها تنظر إليه في حنان غريب ...لم يتحمل....كانت لديه الرغبة في صفعها على هذا الهراء الذي تنطق به هي بالذات من بين كل الناس!
"أنت لم تعد صغيرا ليفاي...وقضيت وقتا طويلا في القتال ومحاربة العمالقة وخسارةالناس من حولك...أريدك أن تبني عائلة...أن تحب امرأة جميلة...وتنجب صغارا عابسين مثلك...وتحصل على بعض السلام!"
"و....أنت ؟!!!"
"ماذا عني أنا !!"
"ألا تريدين عائلة !!"
"أنا !!أنا لدي بالفعل عائلة "ابتسمت هانجي.."لدي أنت والصغار في الفيلق...أنتم عائلتي وهذا يكفيني "
"لا تستغبيني ...أيتها النظارات القذرة...أنت تعرفين ما أعني !!"
"أنا جادة ليفاي " تبتسم هانجي "أنا يكفيني أنك وايروين وميكي والبقية كنتم عائلتي...حسنا ربما سأشعر ببعض الوحدة عندما تلتزم بواجباتك العائلية مستقبلا...لكن سأكون سعيدة اذا رأيت الحميع يحظى حياة هادئة مثل الزوجين الذين رأيناهما اليوم "
"اللعنة !!! أتعرفين....أنت تتصرفين بغباء في بعض الأحيان وهذا ما أكرهه فيك "أمسك منديله وهو يمسح من على فمها بقايا الطعام "إنه من الغباء ان نتكلم عن المستقبل ونحن لا نضمن حياتنا في الغد !!!حان وقت العودة إلى الثكنات !!!"
سحب ليفاي هانجي من يدها ...وأخذ يمشي بسرعة وهو يشد قبضة يده على يدها
"هي أنت ...لم غضبت هكذا...نحن نتحدث فقط !!"

"لا أحب هذا النوع من الهراء....ولعلمك ....أنا لا افكر بالزواج أبدا ....لا الآن ولا لاحقا...وإن فكرت...فستكونين أول شخص يعرف...."

سكت قليلا ثم أضاف "لن أتركك وحيدة ....أيتها العيون الأربعة الغبية...في المرة القادمة...خذي باقة الزهور اللعينة تلك من العروس !"

لم ييستطع ليفاي مشاهدة احمرار وجه هانجي وتلك الابتسامة الخجولة التي ارتسمت على وجهها ...لقد فهمت رسالته ...فهمتها لدرجة أنها أصبحت أكثر تصميما على تحقيق السلام للجزيرة...يجب أن ينتهي هذا سريعا...ويحق لهما ان يعيشا بعض السلام كبقية الناس ...دون حروب أو عمالقة أو كراهية .

دون حروب أو عمالقة أو كراهية

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 16, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حفلة زفاف !Where stories live. Discover now