حياتي من اجلها قدمت

18 0 0
                                    

كان عبد الله طفلا هادئا رصينا بهي الطلعة تلوح من عينيه نظرة بريئة ممزوجة بذكاء حاد ، بلغ من العمر العشرين سنه و كان محبا لبلاده و آماله متعلقة في تحررها

كان يذهب مع اصدقائه في اجتماع لخطة تحرير البلاد من الكيان الصهيوني و كان هذا الإجتماع بعد صلاة العصر فهو وأصحابه وطنيون و سبلهم هي سبل الجهاد و النضال و هي سبل شريفة و الهلاك في سبيل الوطن استشهاد .

لا يطلبون السكوت و الصهاينة ينتهكون حرماتهم و يدنسون مساجدهم و يقتلون الأهل و الأصحاب ، مسجد الأقصى الذي بنى تاريخ فلسطين وكان رمز الإسلام يدخله صهيوني يقتل كل يوم مئات المسلمين بعد الخروج من المسجد ، اجتمع الأصحاب للتفكير في طرق مجابهة العدو و عرض كل منهم خطة محكمة ضل يرسمها طوال الليل ... تكلم الجميع ... تحادثوا و تناقشوا إلا واحدا فقط ، فطن عبد الله للأمر فقال :

فيما صمتك يا عمر ؟ ألم تضع خطة مثلنا ؟

بلى وضعت خطة مختلفة عن كل خطتكم آملوا أن تؤجلوا اليوم كل حديث لأني سأنفذها شئتم أم أبيتم و أنا متأكد من نجاحها

هم الجميع بمجادلته لكن عبد الله الذي استشعر نبرة خوف ممزوجة بتحد زميله و قال له :<<

ماذا تقصد ؟ ماهي خطتك يا عمر !؟

أنا اليوم ... أجل اليوم سأضحي بنفسي فداء أرضي

هل تعني أنك ...؟

أجل أنا من سأفجر المعسكر

هل فكرت جيدا فيما ستفعله ؟ عملك هذا يلزمه ارادة من حديد

و حب البلاد من فلاذ ... و قد فكرت في الأمر كثيرا و قررت ...

قل إن شاء الله و توكل عليه لكن سنراك طبعا قبل تنفيذ العملية .

بعون الله .

إستشهد عمر بعد يوم و تواصلت سلسلة الأحزان و ازدادت حلقاتها و لم يكن إستشهاد عمر آخرها بل ذهب بعده كثيرون لكن عمر كان الأخير بالنسبة لعائلته التي فقدت قبله أخاه منذ أكثر من عشر سنوات في إنتفاضة الحجارة و الآن هاهي إنتفاضة الأقصى أيضا تأخذ عمر و الأدهى من ذلك أنه مات قبل أن يحقق آخر أمنياته ... قبل أن يفجر المعسكر فقط تسلط على أحد الجنود الصهاينة و قتله فإذا برصاصات متتالية من الخلف تثقب جسده النحيف

فكله يهون فداء الوطن

حياتي من اجلها قدمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن