مكث عبد الله يوما آخر بالبيت ولم يطق بعدها البقاء أكثر فخرج للقاء أصحابه حتى قبل أن تشفى جرحه كما يجب ….
وبقدر ما كانت زينب كثيرة الخوف بقدر ما كان عبد الله كثير الإصرار و التحدي والشجاعة ، ولولا ما تميز به من الخصال لما قدر على الإنخراط في مجموعة النضال هذه و لما حاز على ثقتهم و إيمانهم بقدراته .
لم يكن شيئا يعسر عليه .. كان يحاول و يحاول حتى يصل إلى أصلح الوسائل لطرد العدو من أرض بلده حتى صار بأبسط الأدوات و بقوة العزيمة قادرا مع أترابه على فعل ما لم تفعله رشاشات الأعداء و دباباتهم … فكما اجتهد في الماضي مع عمر في صناعة ألعابه صار الآن يجتهد لوضع خطط تساعده على الفوز في هذه اللعبة الكبرى … لعبة الجهاد في سبيل الارض .
***
هكذا ترك عبد الله الدراسة ليتفرغ إلى تحقيق هذا الهدف الذي كان يصبو إليه كل الشعب ، كبيره و صغيره
و هذا ما ضاعف خوف الأم على إبنها إذ كانت دائما تقول له :
ما شأنك أنت يا بني بمشاكل البلاد ؟ أنت لا تزال صغيرا
أنا صغير ؟ !! و مادمت أنا صغير و كل أصدقائي صغارا من سيحارب إذن ؟ من سينقذ البلاد ؟ أأنتم الكبار ؟ أم أننا سنطلب من الدول الأخرى التي بالكاد تعترف بوجودنا كبلد مستقل بذاته ، إننا جيل إنتفاضة الأقصى يا أمي … ثم من يأخذ بثأر أصدقائي و كل الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا غاليا من أجل أرضنا ، من أجل قضيتنا ، من أجل الحرية و الإستقلال ، لو تخلينا عن بلادنا سنكون قد تخلينا عن عرضنا و أنا لا أقبل هذا على نفسي أبدا .
لكنك تخليت كذلك عن دراستك و بت تهملها …
الدراسة لن تعلمني منهج إخراج الغريب من أرضي ومن دخل بالقوة لن يخرج إلا بالقوة …
أنت تقرأ
حياتي من اجلها قدمت
Acciónان الفلسطنيين لو فكروا بضعفهم لحظة واحدة لما كانت الإنتفاضة و لبقي اليهود أقوياء بصمتهم لبقي الفلسطنيين ضعفاء ، بوهم انتظار القوة