عداد الأيام يعد، تتلاحم وتصبح سنوات لا أعدها منذ وقت..
كنت في البداية أعد الغياب بالأيام والساعات، ثم أدركت أنني سأبقى لما بقي لي من عُمر أحسب؛ فـتوقفتربما لأن كلما زاد يومًا أدرك أنني مازالت لا أستطيع التجاوز والمرور؟
لا بأس، حتى وإن كنت مازِلت حبيسة يوم الغياب فـالجميع يظنني مررت وأحيا بسلام..
ماذا كنت أقول؟
نعم، أشتاقك..
كل رسائلي أبدأها بالشوق صحيح؟
ماذا أفعل؟ إنها فطرة..
نشتاق دومًا لما هو بعيد، مثلاً في أول أيام رحيلك
تمامًا يوم ذهبت، هل اشتقت لك في الساعات الأولى لغيابك؟
نعم، اشتقت..
بينما أنت كنت تغيب كثيرًا في يومك، كنا نلتقي لساعات معدودة أحيانًا وعلى عكس شعوري في ذاك اليوم لم أكن أشتاق لك!
ربما لإيماني أنك مهما تأخرت ومهما انشغلت أنا سأعود لأجدك بإنتظاري..
ستطلب مني أن أفرغ حقيبتك وأضع نظاراتك الطبية في مكانها كما كل يوم كي لا تبحث عنها بعد الصلاة عندما يحين موعد وِردك اليومي، بعد أن تنتهي كنت تطلب مني أن أستعد للخروج وكنت أجعلك تنتظر ولم تمِل قط..
كان يومنا مزدحم بتفاصيل افتقدتها أعوامي الأخيرة، ثم كنتُ أنام وأستيقظ كل يوم حيث تكون هُناك، أمُر أمام غرفتك وتكون هُناك نائمًا عكس ما يحدث الآن..
ومع ذلك ومع كل اشتياقي مازلت لا أقدر الغياب
حسنًا، لا أحد في الكون يفعل، حتى أنا رغم تجربتي السابقة معه..
لكن الغياب والاشتياق وهكذا أشياء لا تكتسب مهارة التعايش معها وتقبلها، لا يمكن أن نفقد شخص فَـنُدرك قيمة الباقين..
لا، لا يحدث هكذا..
يغادر كل شخص على حدى لتدرك قيمته، تشتاق وتبكي على اللحظات التي كان من الممكن أن تعيشها معه، الأحلام التي كان بإستطاعتك تحقيقها، الكلمات التي لم يُقدَّر لها أن تقال ومازالت تقبع بصدرك حيث ستبقى إلى مالا نهاية..لذا لنتفق من الآن، أنت تعلم أنني أشتاقك، لأحاديثنا المسائية وللسير في الأزقة حتى وقتٍ متأخر من الليل، ولأشيائي المفضلة، لِـتفاصيلي القليلة التي لم يعرفها غيرك للآن
وبدلاً من الاشتياق في صمت سأصنع لنا ذكريات جديدة معًا.. فوق أوراق لن تُرسل.١:٢٨ م
الإثنين، ٢٧ يوليو. ٢٠٢٠ م-الرسالة الأولى للغائب
أنت تقرأ
لِضمير الغائب
Randomأوراقي للغائب.. الملاحظات، الهوامِش، البُكاء كل ليلة، الثقل القابع بخافقي، الكلمات التي لم تتاح لي فرصة الإفصاح عنها لك.. جمعتها كُلها هُنا.. إلى من افتقدت كثيرًا توجيه حديثي له من بات ضمير غائب منذ وقت طويل و مازالت أحادثه.. للشخص الوحيد الذي يستط...