الرسالة الثانية

67 16 1
                                    

بات الشتاء قارصًا منذ أن كبرت..

ما عادت أمي ترغمني على ارتداء طبقات سميكة من الملابس
استيقظ على صوت منبة عالٍ ومزعج يناسب ثقل نومي عوضًا عن القُبلات الدافئة
أعد الفطور -وهو ما أتجاهله أحيانًا- لأن دلال المشروبات الدافئة والأبخرة العطرة للشوكولا الساخنة المعدة قبل استيقاظي حكرًا للطفولة
أخرج كل صباح بلا مظلة، فـمظلة أبي وضعت على رف مغبر؛ لأنه لم يعد يخرج
عندما استُبدلت أحاديث العائلة بالمزيد من الدراسة، وقصة الخلود للنوم بهاتفي
ولم يعد ينهرني أحد لخروجي في المطر، ولم أعد أخبرهم أنني مرضت
عندما أغلقت أحاديث ليالي الشتاء لأنام جيدًا استعدادًا لليوم التالي، وعندما استطعت أن أبقى في غرفتي رغم انقطاع التيار الكهربي

أعود كل ليلة للبيت في تجاهل تام لكل النصائح التي ألقيت عليّ يومًا لأنني كبرت..
ولأن الكبار ناضجون كفاية ليتحملوا كل شيء..
ولأنهم قالوا أن النضح شيء جيد.
والناضجون لا يتذمروا، ولا يبكوا، ولا يبردوا.

ملحوظة قد تهمك: لا يوجد حل لِثقل الأيام في غيابك.

٧:٢٦ ص
الجمعة، ٢٧ نوفمبر. ٢٠٢٠م

-الرسالة الثانية للغائب

لِضمير الغائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن