الرسالة الرابعة

58 12 11
                                    

أن تصل متأخرًا أسوأ من ألا تصل أبدًا..

ستجد ركام الحرب، وتسير فوق رماد البشر
ستُجلد من قِبَلك كل ليلة لأنك لم تكن هنا لِإنقاذ العلاقات النافقة
ستبقى في المنتصف بين كل الخيوط المقطوعة، ستحاول جذبها نحوك حتى تمزقك دون أن تدرك غايتك في وصلها مجددًا

ستصل لتجد الجميع يقف في نهاية الطريق، وأنت وحدك تحارب ما تجادلوا فيه عند غيابك، وتجمع أشلاء أخطائك التي لم ترتكبها
وحتى إن حاولت أن تنشر سلامًا في الجبهتين ستتعثر حتمًا عند واحدة، وستُنبَذ..
كل الطرق التي مررت منها قبلاً ستتلاشى، أنت نفسك ستتلاشى
لن تجد من كان حولك قبل أن ترحل، ولن تجد المكان الذي رحلت عنه

ستقابل نوعًا مختلفًا من الغُربة، كأن تكون غريبًا في أعين من حفظوا خطوط يدك قبلاً، كأن لا يعرفوا أسرار تجاعيدك ولا يروها!
كأن تتوقف عن كونك محور كون أحدهم لأنك لم تكن هناك عندما تهدم كونه..
ليس عليك لومهم، فمن وصل متأخرًا لم يدرك ما خلفه بُعده من ندوب.. من كسور
من يصل متأخرًا يدفع الثمن من عمره، وسعاداته الصغيرة
لن يفهمه أحد، ولن تُرى تخبطاته للحاق بالركب، لن يعر أحدهم بالاً للاهث خلفه عندما وصل لضفة الراحة.. فهو لم يكن هنا وهو يقاوم تيارات المياه الجارفة
لا تصل متأخرًا.. لا تكن مثل من انطفأ نجمهم لأنهم فضلوا الانطفاء عن اللحاق بالقافلة.

٣:٥٨ ص
الأحد، ٢٠ يونيو. ٢٠٢١م

-الرسالة الرابعة من الضفة المظلمة بعد غيابك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 20, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لِضمير الغائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن