22

666 80 7
                                    

استراحت يداها على جانبي الوجه ولكنها لم تستطيع تنفيذ الامر وسقطت دمعة، ثم دمعة اخرى.. واخيرًا اجهشت بالبكاء فاهتز قوامها النحيل وتحدب كتفاها وتقوس ظهرها من شدة الألم في صدرها.

ومع هذا لم تمكث يداها طويلًا بلا حراك وانما شرعتا بالعمل وبدافع من الألم راحت تحدد على الصلصال كل لمحة من ملامح وجهه وكل قطعة من قلبها لم تهبها ليونغي...
ذهبت خالصة الى الصلصال الناعم.

لم تشعر كم من الوقت مضى عليها عندما سمعت اباها يطرق الباب ثم يفتحه ولم يكن لديها فسحة من الوقت لكي تمسح نهر الدموع الذي غطى وجهها لذا ادارت ظهرها للباب عندما قال لها ابوها

" سنرحل الآن يا ليليان ولا تنسي وعدك، تناولي طعامك ثم توجهي الى فراشك بعد ذلك"

قالت بحزم

"اجل يا ابي.. استمتع بوقتك"

كان دخول ابيها سبباً في كبح جماح دموعها المنهمرة وعرفت مقدار ما حرمته.. عاطفيًا وجسديًا.

وعندما اغلق الباب الامامي ادركت أن اباها وديبورا قد رحلا عن المنزل وسارعت الى القاء جسدها على المقعد ودفنت وجهها في راحتها دون حراك لا تبغي حتى استهلاك طاقتها في التنفس.

سمعت دقات تدوي وخيل لها لأول وهلة أنها تخيلات، ولكنها ادركت أنها أتية من الباب، فكست وجهها تقطيبة وهي تجفف وجنتيها من الدموع وانزلقت من فوق المقعد وهي تدمدم قائلة

" لابد أن ابي قد نسى مفاتيحه"

لم تطاوعها ساقها على حملها بسرعة عبر الاستديو او تهبطا بها درجات السلم المؤدي الى الطابق الأرضي واستمر الطرق على الباب بصورة ملحة اكثر من الاول

قالت ليليان بصوت يشبه الانفعال

" انا قادمة"

توقف الطرق ولكن عضلات ظهرها كانت قد تقلصت من شدة التوتر فراحت تدعكها بضجر وهي تدير القفل الاتوماتيكي وتفتح الباب.

ثم قالت بصوت يبدو فيه الخفة

" ما الامر؟ هل نسيت مفاتيحك؟"

ولكن سؤالها قابله بالصمت فمالت ليليان برأسها جانبًا ترهف السمع وقالت

" ابي؟"

" هل تعرفين انه يوجد آثار من الصلصال على خدك؟"

تراجعت ليليان مأخوذة عند سماع صوت يونغي وتحركت يدها لتغلق الباب، ولكنه اعترضه بقدمه وخطا الى داخل الغرفة.
فسألته بغضب

SHADOW || M.YGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن