الكتمان..

46 4 3
                                    

يُقال بإن الأنسان يعيش وهو كاتم بقلبه ثلاثة أرباع خيباته وحزنه ويأسه وبؤسه ومأساته .. وينفجر إذا وقعت قهوته من يده.

من المحزن كوننا نخفي حزننا خشية من رؤية الأخرين للانكسار والضعف الذي نبدو عليه ، والمحزن اكثر كوننا نملك القدرة على التخلص من ثقله بقوله لذلك الشخص الذي يأتي كطيفٌ لحظة الحزن ، لكن لعدم قدرتنا عن التعبير وعدم اعتيادنا على البوح نلتزم الصمت.

هل نحن حقًا بخير؟ لا نعلم ، ستكون دائمًا الإجابة نعم نحن بخير ولكن هل حقًا نحن بخير؟ كوننا نكتم الكثير من المشاعر (الغضب والحزن والغيره والألم والخيبة وحتى الفرح وغيرها من المشاعر..)

من المضحك كوننا نُدقق بالكثير من التفاصيل، نبرة الصوت ومستواه ان كان عاليًا اكثر من المعتاد او منخفض و نستشعر الحزن فيه ، و نظرة العين ان كانت شاردة ام كثيرة الحركة و كونها من المعترف بأنها مرآة لما يحدث داخل الشخص نقرأها كما نقرأ الكتاب بسهولة ولكننا لا نستطيع كسرها من نظراتنا مما يؤدي لفضح ما نخبأه في أيسر صدرنا من المشاعر، مشاركة الشخص في الأحاديث الجانبية مع الأخرين او حتى حركات جسده!! كوننا من الأشخاص الذين يركزون في التفاصيل نفرح على أبسط الأمور و نحزن على أبسطها كذلك..

ومع كثرة الكتمان كثيرًا ما نعاني عندما ننفجر ، يحدث ذلك الشيء الصغير الذي يجعلنا ننفجر كبركان هائج و سرعان ما نبدأ بإنتحاب ماسببه الكتمان !! يظن من حولنا بإننا ننتحب بسبب هذا الشيء البسيط الذي حدث .
نحن لسنا ضعفاء ؛ نحن فقط لدينا الكثير من الأشياء .. نحن لا نخبر احد بشيء ، ان كنت تظن بأنك تعلم شيء عن صديقك الكتوم ف حقًا انت لا تعلم عنه شيء ولا تضع اللوم على نفسك او عليه ؛ فهو حقًا خارج عن سيطرته ولا يستطيع تغييره .

"أيُّ هرب، ما دامت الأشياء تسكننا!"

مشاعر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن