المزاجية..

21 3 2
                                    

نحن مفرطين الشعور، تؤثر بنا التفاصيل الصغيرة بشكلٍ غير متوقع  التي غالبًا لا تعيرهم اهتمامًا ، تؤثر بنا الذكريات و أشخاصٍ كنا نحبهم وقد ذهبوا ولا زالوا متواجدين في ثنايا  ذاكرتنا..
أنا أشعر كثيرًا بكل شيء لذا ترى مزاجي يُقلب ، ليس بدون سبب، بل لكل الأسباب التي لا يراها أحد .

في الحقيقة من أكثر الأشياء التي أمقتها هو قضاء يومي بمزاجٍ رمادي ، لا أبيض ولا أسود ، هكذا في المنتصف ، لا أعرف ماذا أريد ، ولا ماذا أنتظر، يتخبط قلبي ورأسي بإستمرار، أشعر بأن هذا المكان ليس لي ، وأني لا أنتمي لأي شيء هُنا ، وبأني غير مرئيّ على الإطلاق ، أشعر بإن وجودي لا معنى له وعدم وجودي لن يؤثر ولن يكتشفه أحدٍ.
لسببٍ ما أُدرك كوني أكتم الكثير في قلبي و كوني لا أعطي نفسي الحق في الحزن كما ينبغي وتحليلي وتفكيري الزائد هو السبب الرئيسي وراء هذا المزاج الرمادي، كوني لا أُعير اهتمامًا لجروحي وسرعان ما أُلقِيها خلف ظهري دون مداواتها ، وكوني أفسر مايحدث كما أريد دون مشاورة احد او أخذ رأيه .
أرى بإن الكتمان و المزاجية و التفكير الزائد حلقات متشابكة لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ، كما لو انها تأتي مع بعضها البعض.
وكما يقال لا يمكنك أن تؤذي شخصًا مفرطًا في التفكير ، لقد رأوه بالفعل ، فأنت فقط تثبت له أنه على حق!

" لتدرك لاحقًا أنه ليس إلا نتيجة كتمانك لشيء
قد آمنت سابقًا بأنك تجاوزته"

مشاعر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن