المركز الثاني

14 3 2
                                    


" كأن تكون شجرة صبّار و أُمنيتك عناق ."

لقد أعتدت دائمآ على كوني الثانية في حياة الجميع ، على رغم وجودي بجانب الجميع وعلى رغم محاولاتي لكنِ لم افلح الى الان ولا اظن بأني سأصبح الاولى في قائمة اهتمامهم .
دائمآ ماكنتُ ادفن شعوري و رأي عن الجميع ، لقد كنتُ خائفة من تغير نظرتهم لي أعني ماذا اذا لم يتقبلوا ذلك؟
على رغم كثرة الصداقات و العلاقات في حياتي الشخصية لكنِ وحيدة جدًا ، انا اعنيها حقًا في السابق كنتُ احزن لذلك اعني من يحب الشعور بالوحدة؟ ذلك مؤلم كثيرا وبالرغم من حاجتي للبوح بما يسكن صدري أجد ان الكلمات ترفض الخروج ، كيف يمكن للشخص الذي يحتوي على أحزانهم و ضيقهم بالبوح لهم عن مساوءه ؟ كيف يمكنه اثقال قلوبهم بحزنه رغم كونها مثقلةً بأحزانهم؟
مؤخرا بدأت بتقبل كونِ لا استطيح البوح بمشاعري لذلك بدأت بالانعزال عن من حولي لمحاولة معرفة نفسي ومن اكون ، لا لم اجد اجابات لتساؤلاتي بعد وكلما انعزلت زادت روحي بُهتانً ، بدأت بعدها بأختلاق الاسباب لقطع علاقاتي مع الاخرين كان ذلك صعبٌ فلقد كنتُ دائمًا ذلك الشخص الهادئ الذي تمتزج شخصيته بالمرح والهدوء و الغموض ، الشخص المناسب للبوح له بما يثقل كاهلك لحكمته و انصاته التام وافضل من ذلك كونه ينسى ما كنت اخبرته به من الاساس فلن يذكرك به ابدا كما لو انك ترمي اثقالك ببئر مظلم عميق وتدرك بإن لا احد سيدخل اعماقه لمعرفة سرك ! لكن ذلك لم يكن كافيًا بعد فعلى رغم وجودي الدائم حولهم لم اجد من يستطيع احتواءِ بكل مشاعري على رغم احتواءِ لهم فهم لن يستطيعوا احتمالي ، بعدها بدأ الملل  يتدفق لهم كان دائمًا ما ينتهي الامر بمسحي من دفتر معارفهم ، هم لم يضعوني حتى بآخر قائمتهم بل أزالوا اسمي بشكل نهائي كما لو انني نكرة وكان ذلك مؤلم اعني لقد كنت الشخص الذي يلجؤون له ، الشخص الذي تواجد معهم واستندوا عليه كيف كان التخلي عني بهذه السهولة؟ هل كنتُ فقط دفترٌ قديم بالنسبة لهم قد اعتادوا كتابة يومياتهم فيه الى ان وصلوا سن المراهقة ليبدو لهم بأنها من السخافة اضاعة الوقت بالكتابة؟ ما الذي اخطئت به؟ هل اوصلت لهم رسالة ما دون وعي مني؟ كيف كان التخلي عني بهذه السهولة كخرقة بالية لم تعد تجيد النفع؟ بدأ الامر يتزايد بشكل مخيف بدأتُ ارى بإن الجميع ينفر مني  لذلك بدأت بإنهاء علاقاتي بدلًا من رؤيتي لهم ينهونها ، بدأ يتملكني الخوف من مغادرة الجميع لي وتكرار الشعور مرة اخرى ، كان ذلك لا يحتمل و مازاده سوءًا كونهم  يعودون لوضعي بقائمتهم ولكن بعد فوات الاوان فلقد تشكل لدي خوف انهاء العلاقات المحيطة بي .
لم يكن ذلك ينطبق فقط على صداقاتي ، كان ينطبق على عائلتي فلقد بدأت برؤية والتدقيق بكل مايحدث وبدأت بإدراك كونِ لستُ بالشخص المهم في حياتهم ، كان الجميع يتعامل معي بطريقة مختلفة وكنتُ دائمآ ما ازيل هذه الفكرة واضعها بآخر اهتماماتي ولكن كنتُ انفجر بعدها لكثرة تحملي ! اعلم بأنه لم يكن بأستنتاجات وضعها عقلي فكنت اعاني من التدقيق العالي و تحليل التصرفات و الاسوء تفكيري الزائد عن الحد ، كنتُ أرى بأني آخر من يتم الاهتمام به وكون إخوتي دائمآ يتقدمونِ ولكن لم اشعر بالكره نحوهم ليوم ! فهم اخوتي و عائلتي على الرغم من كوني أخر اهتمامهم لكنهم لن يتخلون عني في يوم صحيح؟
على رغم إلحاح اصدقاءِ عند رؤيتي اتلاشى ببطأ وكون شرودي ملازمٌ لي لكن سرعان ما تملكهم الملل من السؤال ، لم استطع بالبوح ولن أستطيع أبدآ ! كان يُبدي بعيني المطفأة بإني افقد نفسي واحارب لعدم حصول ذلك ، هل انا غير مرأية لهم؟ هل كان التخلي عني بتلك السهولة ؟
الآن علمت بإني سأكون في البداية بل سيقع الاختيار علي عندما يريدون التضحية بشخصٌ ما ، هذا جيد صحيح؟ سأكون الأولى في النهاية حتى لو كان ذلك للتخلص مني .

"أعرفه، بيننا جرحٍ قديم "

مشاعر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن