وقف ( أدهم صبری ) بثبات أمام مدير المخابرات
الحربية ، وبجواره وقفت زميلته ( منى توفيق ) .. أشار
المخابرات إليهما بالجلوس ، وقال :
- مرحبا أيها المقدم .. مرحبا أيتها الملازم .. أتعشم
ان تكونا في خير حال
ثم تناول بضعة أوراق أمامه ، وأخذ يتفحصها
قليلا ، ثم قال :
- أنتما تعلمان بالطبع أن سلاحنا الجوي يضم عددا
من الطائرات ( الميج ) السوفييتية الصنع ، وأن عددا
من طيارينا يجيد قيادة هذا النوع من الطائرات .. ولكن
الذي لا تعلمانه ، أننا بصدد التعاقد على دفعة جديدة
من الطائرات المقاتلة السوفييتية المعدلة ، وأن أحد طيارينا
كان في الاتحاد السوفييتي ، للتدرب على استعمال هذا
النوع المعدل .. ولكن
صمت مدير المخابرات قليلا ، ثم تابع قائلا
- ولكن هذاء الطيار قد قتل في ظروف غامضة
واختفى عدد من المستندات التي كانت بحوزته
والخاصة بسلاح الطيران المصري ، وهذه المستندات
سرية للغاية
قال ( أدهم ) بجدية
هذا يعني أن علينا البحث عن هذه ال
قاطعة مدير المخابرات قائلا
نحن نعلم من المسئول عن قتل طيارنا أيها
المقدم .. ونعلم أن المستندات بحوزته الآن .. كما نعلم
بصورة مؤكدة أن هذا المسئول عميل للمخابرات
المعادية ، التي تخصصت في قتالها يا ( أدهم ) ، ولكنه
لم يقم بتسليمها إليهم بعد ، إذ أنه من الخطر إرسال أية
مستندات بالبريد ؛ لأن البريد يخضع للرقابة الشديدة
في الاتحاد السوفيتي .. كما أن هذا الرجل لا يستطيع
المخاطرة بزرع الشك حول منصبه ، بإرسال رسالة
شفرية إلى المخابرات المعادية ، تحتوى على الأسرار الواردة
في المستندات .. كل ما فعله هو أنه أبلغهم بنجاح
مهمته ، وينتظر الآن قدوم أحد رجالهم ليتسلم
المستندات .. وسيصل رجل المخابرات المعادى إلى روسيا
بعد غد لتسلم المستندات
أطلق ( أدهم ) صفيزا قصيرا ، على حين قطبت
( منی) حاجبيها ، وقالت :
- علينا إذن أن نحصل على المستندات بأية طريقة ،
قبل وصول ضابط المخابرات المعادي
ضم مدير المخابرات كفيه ، وقال :
هذا سليم أيتها الملازم .. كان من الممكن ان
تكون هذه المهمة معقولة ، لولا أننا سنضطر للعمل
داخل الاتحاد السوفيتي
وهم هناك شديدو الحذر ،
يجري الشك في عروقهم مجرى الدم ؛ ولذلك فهم
يعتبرون كل أجنبي يدخل دولتهم عدوا وعميلا حتى
يثبت العكس .. سيراقبونكما بدقة منذ وصولكما
وحتى رحيلكما .. ستكون مهمتكما محفوفة بالخطر في
كل لحظة ، وسيكون عليكما أن تتثبنا من موضع
أقدامكما جيدا قبل اتخاذ أية خطوة ، وستفتش
حقائبكما في المطار ، ولن يسمح لكما بالتجوال إلا في
مناطق محددة ، وما عدا ذلك يحتاج إلى تصريح خاص .
ابتسم ( أدهم ) ، وقال بهدوء :
- كل هذا يمكن التغلب عليه یا سیدی .
هر مدير المخابرات رأسه ، وقال :
- ربما أيها المقدم ولكن الخطر الأكبر يكمن في
شخصية العميل الروسي ، الذي يحمل المستندات
ثم صمت قليلا قبل أن يلقى بقنبلته قائلا ::
. إن هذا العميل هو مدير الشرطة بموسكو
مدير الشرطة شخصيا
قطب ( أدهم ) حاجبيه ، على حين رفعت (منی )
حاجبيها بدهشة ، وتمتمت :
- يا إلهي !! مدير الشرطة ؟.. وكيف توصلتم إلى
هذا يا سيدی ؟
ابتسم مدير المخابرات وهو يجيبها قائلا :
حتى نحن لنا عملاؤنا أيتها الملازم . .
وهنا قال ( أدهم ) مقاطقا بجدية :
- أعتقد أنه من الأفضل أن أعمل وحدي في هذه
المرة يا سيدی
هز مدير المخابرات رأسه نفيا ، وقال :
- بالعكس أيها المقدم .. رجل وحيد يثير من
الشك أضعاف ما يثيره رجل وزوجته .
رفعت ( منی) حاجبيها دهشة ، وقالت : زوجته ؟
قال مدير المخابرات باهتمام
- هذه هي الصفة التي ستنتحلاتها في هذه المهمة
أيتها الملازم ، ولقد تم حجز مكانين لكما في رحلة
سياحية إلى الاتحاد السوفيتي ، وستنطلق الطائرة بعد
ساعة واحدة من الآن .. وكان من المفروض أن تكونا في
المطار منذ نصف ساعة على الأكثر ؛ ولذا فلقد أعددنا
حقائبكما، وستتوجهان إلى المطار في الحال
ثم التفت إلى ( أدهم ) ، وقال
- لن يمكنك حمل مسدسك هذه المرة أيها المقدم ،
ولقد أمرت المكتب الفنى رقم ( عشرة ) بإعداد بعض
الأسلحة بريئة المظهر ، وعليك بالمرور على المكتب .
ليشرح لك الدكتور ( فهیم ) كيفية استخدامها
وفوائدها .
واستند إلى مقعده وهو يراقب انصرافهما ، وتمتم
بصوت خافت :
- وفقكما الله يا ولديَّ .. الله معكما
أنت تقرأ
الجليد الدامي الرواية 5 من سلسلة رجل المستحيل
Açãoمن هو العميل السوفيتي ، الذي يعمل لحساب المخابرات المعادية في موسكو ؟ أين يخفي هذا العميل المستندات السرية، التي قتل من أجلها طيار مصري ؟ تری هل ينجح (أدهم صبری ) وزميلته، في الحصول على المستندات وكشف العميل ؟ اقرا التفاصيل المثيرة ، لترى كيف يعمل (...