تَنقبض وتنبسط تِلكَ المضخة الهشة مؤدية وظيفتها الروتينية، ليسلك ذلكَ السائل الأحمر عروق الجَسد المُلقى على الأرض والمُصطبغ به.
مُنخفض درجة الحرارة كالجثة مُستلقٍ على الأرض مُزرق الجلد ذو مَلمس الصقيع البارد.
أعينٌ مُنفتحة على وسعها وبريقُ الحياة قد اِنسلبَ مِنها.
فاهٌ مَفروغ مُنساب مِنْ جانبيه دمٌ قانٍ مُختلط معَ المُنكسب مِنْ المِنخرين والمُتخثر حولهما.سكينٌ مُنغرسة في وسط ذلكَ الجَسد، صدرهُ لا يعلوا ولا ينخفض. كُلّ أعضاء جَسده توقفت عن أداء وظيفتها، ماتت.. إلا مَنْ يبعث فيها الحياة.
ينقبض وينبسط والجَسد ميت، ينقبض وينسبط والدِماء باردة، ينقبض وينبسط والروح حائمة.
لا صوت هناك فقط الصَمت يُغلف المكان.. والقلب يَنبُض والجَسد مَيت.
يَمُر السائل الأحمر كالماء المُتجمد خلال تِلكَ المسالك الضيقة، ويهتدي أخيرًا لعند شق السكين خارجًا مِنه مُلوثًا الأرضية المُتكدس عليها المُتخثر مِنه الذي سبقهُ بالخروج، وينتظر دوره ليتخثر هو الآخر وينهمر فوقه المُتبقي داخل الجسد.
لم تخلو مَلامح جثة القلب النابض مِنْ إمارات الصدمة، كانت تكتسح كُلّ معالم محياه.
أُزهقت هذهِ الروح بوحشية بانت مِنْ تِلكَ الكدمات التي زَينت الجسد، وخُنقت حتى الموت بعدَ أن طُعنت، هل كان لها ذَنب لتُلاقي هذا العذاب؟ أكان تَمرد منها حين رغبت بالعيش دون قيود؟ أتحرم من الحياة إن أرادت أن تعيش؟
زادت نبضاته، وتدفقت الدماء بكثرة، لتُفرقع مَفاصل الجسد الميت مُتحركة!
°•°•°•°•°
٢٠٢١/٦/٢٦
١٢:١٩ ص
أنت تقرأ
الميت الحَيّ
Horror«لا زِالَ ينبض! أنا الميتُ الحَيّ وأنتم الأحياءٌ الأموات!». -أفصل قصيرة لا تتعدى الـ٣٠٠ كملة- بدأت ٢٠٢١/٦/٢٦ إنتهت ٢٠٢١/٦/٢٦ نُشرت ٢٠٢١/٧/٤ إنتهى نشرُها ٢٠٢١/٧/٨ مصممة الغلاف:- @Fatimakhayali