كادت ان تسقط مغشيا عليها بعد سماع صوته .. وهى مستنده بيدها على الحائط وقلبها يونبئُها بكارثه .. فكيف وصل لصديقتها وكيف تمكن من الحصول على هاتفها سمعته مره اخرى يقول بصوت متمهل:
- ايه ياسمره هافضل كتير كده اكلمك وانتى ماتروديش .. طمنيني عليكي يا حبيبتي.
- عملت مع رحمه ايه ؟ اياك تكون اذيتها.
قالتها بمقاطعه بعد ان اجمعت شجاعتها ليقابلها هو بضحكه متحشرجه.
- مش بجولك بيعجبنى شجاعتك .. هو انا متعلج بيكي من شويه
صرخت به حانقه :
- عملت فيها ايه؟رد عليه.
نفث دخان سيجارته بصوتٍ مسموع فى اذنها ..ثم قال:
- وفرى على نفسك وعليا التعب يا"سمره" وبلاها من لعبة الجط والفار اللى ما بينا دى .
كانت صامته ودماعتها تهطل بصمت وهو نفث دخان سيجارته مرة ثانية وتابع .. انتى عارفه كويس انى هوصلك ياسمره وهاجيبك واتجوزك ..واديكى وفرتى علينا تعب كبير بروحتك لمصر وبعدك عن ناسنا وو... انتى ساكته ليه ؟
قال الاخيره ونظر للهاتف ليجدها انهت المكالمه وأغلقت الهاتف فتمتم بصوته .
-ماشى ياسمره ... يعنى هاتروحى منى فين ؟
وعند سمره التى كانت دموعها تهطل بغزاره لدرجه افزعت "سعاد " :
- يابنتى ايه اللى حصل وقعتى قلبى ؟
تكلمت بصعوبه
- مش جادره ياسعاد .. حاسه جلبى هايوقف من الخوف انا .....
- خلاص خلاص .. تعالى هانروح البيت وبعدين نتكلم .. الناس بتتفرج علينا .
قالتها سعاد وهى تُسندها من يدها امام نظرات السكان المتسائله حتى اخرجتها من المبنى وقامت بإيقاف احدى السيارات لتقلهم للمنزل .
...............................دلفت " رضوى " لغرفة والدتها " نعيمه" لتجدها منفطره من البكاء فنظرت اليها بحنق لتردف .
- شغاله بكى ونواح ولا اكن ميتلك ميت ! فى ايه ياما مالك ؟ كنتى امها انتى وانا معرفش !
نظرت اليها صامته وأكملت فى بكاءها بحرقه... فهدرت فيها بصوتٍ عالى .
- خبر ايه ، دا عمتى نفسها اللى هى امها ..عايزاهم يرجعوها ميته ولا مدبوحه ....
- كدابة يابتى.. عمتك بتكابر وبس .
قالتها " نعيمه" بمقاطعه وهى تمسح بيدها على وجنتيها هذه الدموع الغزيرة وتابعت
- مافيش ام تتمنى الموت لضناها مهما كان عفش ولا غلطان .
كادت ان تخرج عن شعورها وتصرخ بأعلى صوتها ولكنها تملكت نفسها لتردف وهى تصُك على اسنانها
- واللى عملته المحروسه دا غلط عادى .. دا اسمه "عار" ومايمحهوش غير الدم .
نظرت اليها والدتها مصدومه :
- ليه كده يابتى عمايلك دى ؟ هى كانت عملتلك ايه ؟ عشان تشيلي منها دا كله وتحُطى عليها.
تتنفست بحرقه وهى ناظره الوالدتها ثم اردفت بحده :
- انا اللى مش فاهمه ! انتى بتدافعى عنها كده ليه ؟ ما تحسى ببتك شويه بدال الناس اللى ماتستاهلش.. حسى ببتك اللى قلبها اتكسر واداس عليه بالجزمه الجديمه .. ولا انا حظى حتى مع امى ملاجيهوش.
قالت الاخيره بشهقه قبل ان تتفجر فى البكاء فجذبتها والدتها من يدها لتعانقها وتربت على ظهرها بحنان .
- بسم الله الحفيظ .. ايه اللى صايبك بس يابتى ومخليكى تعبانه كده .. اكملت رضوى فى بكاءها المرير داخل احضان والدتها والأخرى تمسح بيدها على شعرها وتقرأ لها ماتحفظه من اياتٍ قرانيه لتهدئتها وبعد برهة من الوقت وقد هدات واستكانت
اردفت والدتها بحنان :
- انا عارفه ياحبيبتى انك زعلانه عشان الفرح اتأجل ..متزعليش ياحبيبتى بكره ربنا يحلها ويتعملك احلى فرح ياعيون امك انتى
ابتسمت لها بسخريه مريره :
- فرح مين ياما اللى يتعمل .. انتى صدجتى! دى كانت لعبه وانتهت وخلاص !
تساءلت نعيمه بريبه
- كيف يابتى كلامك ده ؟ ولعبة ايه اللى بتجولى عليها كمان ؟ اصبرى يابتى اصبرى ... وانتى بكره يتعملك فرح الناس كلها تحكى ببه .
هذه المره ضحكت بصوت اعلى
- انتى غلبانه جوى ياما وطيبه وماتعرفيش حاجه .
................................
أنت تقرأ
سحر سمره
Chick-Litلا تريد هذا الواقع الاليم الذى فرض عليها قصراً .. تريد الهروب منه ومن هذا الجبروت .. تريد الامان وما اجملها من كلمه لا يعرف مقدارها سوى من حرم منها .. ترى لو لجئت اليه .. سيوفر لها هذه القيمه الكبيره .. ترى هل يجمع القدر بينها وبينه وهو كالنجمه المت...