خرج ذلك الطفل غاضبًا يحمل ما سرقه بيده، إنها حلوى لكنه سرق مجموعة كبيرة من مطبخ منزله.
لحق به رجل يصرخ عليه ، زوج والدته الذي يغطي جسده بالوشوم المقرفة حتى على وجهه ... " ايها الغبي لن تعود الى المنزل اليوم، انت مطرود"
نظر اليه الطفل ذو العشرة اعوام دون اهتمام و أكمل الركض الى منزل تلك الفتاة التي تنتظر من يهتم بها!
وصل اليها ليجدها تنتظره عند نافذة المنزل الخلفية في الطابق السفلي ، لكنها لم تستطع الخروج بسبب اهلها الذين قاموا بحبسها داخل غرفتها دون طعام
يوتا: احضرت لكِ بعض الحلوى و ايضا يوجد في حقيبتي هذه طعام و مشروبات باردة خذيها
أماندا: يوتا !! الم تحضر شيئا لك؟؟؟
يوتا: لا لم افعل لكن سأذهب لمنزل صديقي لا تقلقِ
امسك بيدها من بعيد و قال "سنذهب معًا بعيدًا عن تلك المشاكل"
أماندا: ابقى هنا قليلا انا خائفة لوحديابتسم و جلس امام النافذة لمدة طويلة لكنهما لم يكُن بإمكانهما التحدث حتى لا يسمعهما احد من منزلها
جاء الليل و اصبح الجو باردًا ، اعطته اماندا معطف ثقيل لتدفئة نفسه لكن جاء شقيقها الاكبر و اضطر يوتا ان يهرب من الساحة الخلفية للمنزل قبل ان يراه !!
لم يستطع ان يودعها مرة اخيرة
ليس لديه منزل او طعام حتى... كان يكذب عليها بأنه سينام في منزل صديقه حتى لا تقلق عليهبدأ المطر ينهمر و ذهب بالسر امام منزل والدته ليجدها تقاتل زوجها و كلاهما يصرخان بعنف شديد ، وقف بعيدًا عن المنزل لكنه يسمع كل ما يحدث لانهما يتشاجران في الخارج
اغمض يوتا عيناه لثانية فقط ، وجد والدته قد ماتت بسبب عيارات نارية و زوجها يحاول الهروب حتى جاءت سيارة مسرعة و قامت بدهسه في ثواني بسيطة جدًا
يوتا صاحب العشر سنوات ، فقد ما تبقى من طفولته و حبه الأول في هذه الثانية...
اجتمع سكّان الحي و اخذ جارهم يوتا معه ، انه طبيب و اخبره بأن كل شيء على مايرام ، يوتا لا يستطيع ان يتكلم حتى من شدة صدمته هو فقط كان يجلس بصمت و هدوء تام.
بعد نصف ساعة دخل شرطي الى منزل الطبيب ليأخذ شهادة يوتا بما حدث لكنه لم يكن يرى الذين حوله حتى ! انه يشعر بالخوف الشديد لكن سرعان ما بدأ بالبكاء و كان يسأل عن اماندا
سأله الشرطي من اماندا؟؟ لم يجيب
قال الطبيب انها فتاة في نفس عمره تعيش في نهاية الشارع لكنها تتعرض لعنف شديد من اهلها و هي صديقته الوحيدةذهبت الشرطة الى منزل اماندا مع يوتا لكن المنزل فارغ!
الابواب و النوافذ مفتوحة و الاضاءات مغلقة جميعها !صرخ يوتا و هو يبكي "كنت هنا منذ قليل لقد كنا نتحدث الان!!!"
حاول الشرطي ان يشعرن بالامان قدر المستطاع لكن دون جدوى، اماندا اهم من كل من في حياتهبعد ساعتين من البحث وجد فريق الشرطة على طرف المدينة سيارة مدمرة متحطمة و يبدو ان الحادث منذ فترة قصيرة جدًا ، شعر يوتا بالصدمة و الخوف و افكار كثيرة تراوده
يوتا: تلك سيارة شقيقها ، انا اعرف هذه السيارة
نزل يوتا من سيارة الشرطة و كان خائفًا من شيء واحد
مشى قليلاً و المطر لم يتوقف حتى الان ، صوت البرق في اذنيه و هو يمشي باتجاه السيارة يأمل بأن لا يرى ما كان يخشاه طيلة حياته القصيرة ...
الشرطي: يوتا ... اعتذر بشدة هل يمكنك ان تعرف ملامح تلك الفتاة التي في الجانب الاخر من الشارع؟
ركض يوتا بالاتجاه الاخر الى الفتاة الملقاة هناك ليجدها
قال بصوت غير مستقر : ا..اماندا انا هنا ارجوكِ لا تتركينياغمي عليه..

أنت تقرأ
ذاكرة سمكة
Aventuraاعلم ان عقلك لن يذكرني ، لكن قلبك سيذكرني؟ محتوى قد لا يناسب الجميع البداية: ٢ يوليو ٢٠٢١