وقفت يوشين أمام خزانة ثياب وطيئة مفتوحة وهي ترتدي ملابس السفر وراحت تتناول بعض الأمتعة والملابس. وقد تعاظم همّها ولاح الضعف على وجهها وأخذت عيناها الخائفتان تجسّد أسباب نحولها وهزالها. وما إن سمعت خطوات زوجها تقترب حتّى أوقفت عملها ووجّهت عينيها نحو الباب وهي تحاول عبثاً أن تزوّد وجهها بتعابير من الصلابة و الإزدراء. أحسّت بأنّها كانت تخاف منه ومن اللقاء الداهم. لقد كانت تحاول أن تفعل شيئاً قد جرّبته عشر مرّات في الأيام الثلاثة المنصرمة: أن تختار بعض ما يخصّها ويخص أولادها لتذهب إلى أمّها_ لكنّها لم تقرر على ذلك. لكنّها الآن ترى أنّ الأمور قد تغيّرت كلّياً، وأنّها لا بدّ أن تفعل شيئاً، تعاقبه، تخزيه، تنتقم منه ثمناً لجزء من الأذى الّذي سبّبه لها. ما زالت تقول إنّها ستهجره، لكنها أحسّت بشيء من الإستحالة لأنّه يستحيل عليها أن تنسى العادة باعتباره زوجاً لها وباعتباره حبيباً لها
ثمّ إنّه زوجها، وإن كانت لم تستطع تدبير أمرها برعاية أطفالها الخمسة في بيتها فسيكون الأسوأ هناك حيث تأخذهم. والأصعب أنّ الابن الأصغر قد أصابه المرض خلال الأيام الثلاثة لأنّها أطعمته مرق لحم فاسد وبقي الآخرون دون عشاء أمس. أمر المغادرة مستحيل، ولكن، ولو كانت تخدع نفسها، فقد ظلّت تدرس المواقف وتدّعي أنّها قرّرت المغادرة
وقف الزوج، فغيّبت يدها في خزانة الثياب وكأنّها تبحث عن شيء لإكمال مهمّتها. ووجّهت نظرها نحوه عندها أصبح قريباً جدّا منها. لكنّ وجهها لم يكن بتلك الصرامة والاحتقار اللذين أزعمت عليهما بل أظهر الإرتباك والحيرة والمعاناة
"!وقال بصوت خفيض ناعم لطيف:"يوشي
وغضّ من طرفه محاولة منه للظهور بمظهر الرحيم والمستسلم، لكنّ الأمر كان عكس ذلك فتوهج نضارة وصحّة
تفحّصته الزوجة ولمحت قوّته ونضارته وملامحه المرحة التّي تُقرب له الأصدقاء والمحبين، فأدهشها هذا الإشراق والبهاء وفكرت: "إنّه سعيد ومكتف، بينما أنّا...؟ إنني أمقت هذه اللطافة التي يبديها".وضغطت على شفتيها وبدأت عضلة خدّها على الجهة اليمنى من وجهها الشاحب المتوتّر تختلج بعنف
وقالت له بصوت سريع أجش، وكأنّه ليس صوتها:" ألك حاجة ؟ أتريد شيئاً ؟" فأجاب بصوت مرتعش:" يوشي، إنّ جيسو قادمة اليوم يا عزيزتي"
فهتفت غاضبة:" وهل يعنيني الأمر ؟ لا أستطيع إستقبالها" . فنبس لها:" إنّما يوشي، يجب أن..." .فصرخت من دون أن تنظر إليه،وكأنّ صرختها تعبير عن ألم جسديّ حادّ:" إذهب، إذهب، إذهب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشتقت لكم فراشاتي
اتمنى يعجبكم البارت ورح انزل بوقت اقرب انشاء الله و اتمنى منكم الدعم بليييز لأتحفز وأواصل الكتابة وشكرا
أحبكم
أنت تقرأ
Park Jisoo
Romanceتدور أحداث الرواية في دايغو حيث تقع جيسو في غرام عاصف مجنون يقلب حياتها و حياة عائلتها رأسا على عقب إنها حكاية العشق و الخيانة و الجنون و الندم و الفضيحة