طريقه الخشوع في الصلاه 10

32 12 0
                                    

وكذلك من الأسباب التي تؤدي إلى الخشوع في الصلاة :

*(10) النظر إلى موضع السجود :*

لما ورد عن عائشة(كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى طأطأ رأسه *و رمى ببصره نحو الأرض* ) رواه الحاكم

( و لما دخل الكعبة *ما خلف بصره موضع سجوده* حتى خرج عنها ). رواه الحاكم

*مسألة  :*

وهنا سؤال يدور في أذهان بعض المصلين وهو: *ما حكم إغماض العينين في الصلاة خصوصا وأن المرء قد يحس بمزيد من الخشوع إذا فعل ذلك ؟*

والجواب : أن ذلك *مخالف للسنة* الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم قبل قليل كما أن الإغماض يفوّت سنة النظر إلى موضع السجود  .
ولكن هناك شيء من التفصيل في المسألة فلندع الميدان للفارس ولنفسح المكان للعلامة أبي عبد الله ابن القيم يبين الأمر ويجلّيه ، قال رحمه الله تعالى : " ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدّم أنه كان في التشهد *يومئ ببصره إلى إصبعه في الدعاء ولا يُجاوز بصره إشارته* ...
وقد يدلّ على ذلك مدّ يده في صلاة الكسوف ليتناول العنقود لما رأى الجنة ، وكذلك رؤيته النار وصاحبة الهرة فيها وصاحب المحجن ، وكذلك حديث مدافعته للبهيمة التي أرادت أن تمرّ بين يديه وردّه الغلام والجارية وحجزه بين الجاريتين ، وكذلك أحاديث ردّ السلام بالإشارة على من سلّم عليه وهو في الصلاة ، فإنه إنما كان يشير إلى من يراه ، وكذلك حديث تعرّض الشيطان له فأخذه فخنقه وكان ذلك رؤية عين . فهذه الأحاديث وغيرها يُستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة .
*وقد اختلف الفقهاء في كراهته* ، فكرهه الإمام أحمد وغيره وقالوا : هو فعل اليهود ، وأباحه جماعة ولم يكرهوه ... والصواب أن يُقال إن كان تفتيح العين لا يُخلّ بالخشوع فهو أفضل ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوّش عليه قلبه فهنالك لا يُكره التغميض قطعا ، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم " زاد المعاد

*وبهذا يتبين أن السنة عدم الإغماض إلا إذا دعت الحاجة لتلافي أمر يضرّ بالخشوع .*

أســبــآب آلَخــشــوٌع فــى آلَصـ❤ـلَآهّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن