الرسائل التلفزيونيه

113 16 11
                                    

نهض الرجل في الصباح الباكر ، قبيل موعد إستيقاظه المعتاد بأربعون دقيقه
زفر غاضباً من حلمٌ قبيح أوقظه لاهثاً ، ذلك النوع من الأحلام الذي تختلط فيه درامية العقل الحالم والجسد خائر القوى ، إذ وجد نفسه بين رجلين آخرين لم يتعرف عليها في بادئ الأمر ، كان كل الثلاثة عارين في موضوع جلوس غريب ، وأجساد الرجال الآخرين مدهونة بالسواد الكامل ، سرعان ما تعرف على وجوههم ، حتى رغم ظلمة العقل المؤلف وسواد الأجساد وأراعه المنظر وجعل صدره يحتشي بهمّ ثقيل

ثم تناول الفطور مع زوجته ، وطرق بابهم ساعي البريد
قالت الزوجة وهي تعدّ مظاريف الرسائل ، واحد من أختها التي تعيش في كندا ، وآخر من موكلها ، والأخيرة من مايكل!

- عزيزي..هذه رسالة لك من مايكل..أتعرف أحداً بهذا الأسم؟

جفل وتجمد ، وعلقت لقمة طعامه في حنجرته فحبست نفسه
لاحظته الزوجة فأسرعت محضرة مياه بارده له ، ثم قال وهو يسعل سعالا عنيفاً : أعرفه..مايكل! صديق الدراسه !

وأسرع يجر المظروف من يدها ثم أخذ معطفه وخرج الى العمل .
لكنه لم يذهب للعمل ، بل لشارع صغير متفرع من الشارع المؤدي الى المدينة الصناعيه ، شارع هادئ تندر رؤية السيارات فيه .
توقف هناك وفتح النوافذ ليتنشق هواءً ..ثم قلّب المظروف أمام وجهه ..لكنه لم يفتحه
قلبه يقرع وصدره يتفجر بالقلق
ترك المظروف دون فتحه ونزل من السيارة ، كان يطمع بمرور سيارةٍ تدهسه فيموت ، ويطمع بأن يكون هذا حلماً
لكنه مرعوب من فكرة أن الزوجة قد تعرفت الى مايكل هذا..
عاد بعد عشرون دقيقة الى سيارته ففتح المظروف على عجل ، ويديه ترتعشان : ( أخبار الليله : الساعة الثامنه : لا تفوتها)

ضرب بقدميه موطئ الفرامل فالسيارة ، ومزق الرسالة بغضب عارم .

لم يكن الرجل جريئاً ليحضر الأخبار التي تبثّ في الثامنة من كل ليله بمفرده ، فهاهو مستريح على أريكة بنيّة في منزل يعرفه جيداً ، منزل صاحبه زين
جلس كلا الرجلان ينتظران بدء موعد البث ، وكلاهما قلق ومرتعب ، لقد وصلت نفس الرسالة الى زين
ولفت زين إنتباه رفيقه الى أن المُرسل يعرف منزله وموعد خروجه لعمله حتى لقد بعث بالرسالة قبيل خروجه للعمل ، وليس ببعيد أنه يراقبه .

جفّ حلقه ، وتوترت أعصابه حتى تقيأ في موضع جلوسه
ذكرت الأخبار أن الشرطة المحلية للمدينة ( ت) الساحلية تعيد فتح ملفات التحقيق في قضية غرق شاب قبل خمس سنوات
ذلك الشاب هو مايكل !
- إذن مايكل ميت ؟ صحيح ؟ ماذا يجري ؟

قال زين وهو يتناول كوب مياه : ميت..أعتقد بأنه ميت ..ألم تسمع ؟ يشتبهون بأن موته ليس بحادثة غرق..هذا يعني بأنه مات..لكن بطريقة اخرى!

- اوه..اللعنه..يا الهي!

كانت يديه ترتعشان ، وليس حال رفيقه بأفضل منه ، دبّ الرعب في أجسادهما فكلاهما هالك مادامت الملفات ستفتح ، والحقيقة ستظهر ، شحب وجه ليام وبرد جسده ، وأغمض عيناه بإحساس ثقل طغى عليه فوقع أرضاً مغشياً عليه

𝖥𝗋𝗈𝗆 𝖬𝗂𝖼𝗁𝖺𝖾𝗅 : 𝖶𝗂𝗍𝗁 𝖫𝗈𝗏𝖾 .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن