الفصل العاشر"من مشاعر إلى كلمات"

188 8 4
                                    

أسبوع آخر مر سريعا كقطار وجهته محددة، علاقة الفتيان كانت تتطور، و تاو إعترف لنفسه أنه معجب بالسيد ثلج، و ربما للسيد ثلج نفس المشاعر لكنه لم يجرب الحب أو الإعجاب يوما و بذلك كان من الصعب عليه، تحليل تلك المشاعر، عندما تتلامس أيديهم، تلك القشعريرة هو لم يستوعب سببها، عندما يشرد بملامح الأصغر، هو لا يعلم السبب وراء إرادته تقبيل شفتي الفتى و الذوبان بين طياتها، عندما يغلي من الغضب لرأيته تاو يعانق شخصا اخر، هو يفسر الأمر على انه فقط أصبح كالناس العاديين يخاف فقدان صديقه، هو لم يبدي ردة فعل تجعل تاو يتقد خطوة للأمام، بل كان فقط يستمر بكسره بتلك الكذبات التي يؤلفها لنفسه فيطمر بها حبه العقيم.

"كريس....أنا حقا أمتلك عقلا فارغ، لا أستطيع كتابة الأغنية اللعينة" كريس؟؟أو أجل ييفان كان قد أخبر تاو عن إسمه الزائف.

"عندما لا تستطيع كتابة اغنية، هذا لا يعني أن عقلك فارغ، ربما هو محمل بالكثير "

"ماذا عنك هل كتبتها؟؟"

"أممم...لكني لم انتهي منها بعد...أنا أكتب منذ ثلاث أيام و أعيد التصحيح،كما أني أعمل على تلحينها"

" اللعنة أنت رائع....لقد إنضممت لنادي الموسيقى لأني أستطيع العزف و ليس لأني أستطيع الكتابة"

"ألم تجرب أن تترجم مشاعرك لكلمات؟"

" لم أفكر بهذا صراحة...هل علي ذلك؟"

" أممم جرب "

♧عندما يعجب الناس يعيشون الطمأنينة
عندما اعجبت بك انا أستمر عيشة الرهبة
أراك باهتا منعكفا على نفسك لا اتوقع منك إلا رفضا قاسيا، يقلب إبتسامتي لعبوس و دموع تقبل خداي...أحب عندما تبدو كطير حر في السماء بدى فجأة يحمل طباعا إنسانية..لكنه يؤلم عندما أستنتج إستحالت إمتلاكك في قفص أسميته قلبي.
مؤلم، إنه مؤلم عندما أضطر لتحمل هذا الألم
رغم أنه جديد مازال إعجابي جديد، و مع ذلك لا أستطيع التحكم بحده ابدا و كأنه يتلاعب بي و يعبر عن مدى قوته،و بعد كل شيء أنا لازلت سعيدا رغم أنك تحجب عني ألوان طيف السماء ، أنا فقط أستمر بإنكساري لك في كل مرة تقدم لي خيبة اكبر من سابقتها، و قد لا اهتم بكم هو مؤلم فقط إن إبتسمت لي ، أنا أعرف أني لم أكن هكذا يوما، فإن كنت تسأل عن حالي ، أنا فقط شخص واقع منكسر لكني لست النوع الذي قد يميل للإستسلام....سأمتلكك في دموعي و في إبتسامتي....لأنه حينما تحتضن جسدي أنا فقط أنسا كل سوء حل بقلبي و كل جرح داخلي يلتئم و كأنك ترياقي...أنا شخص قد يجرم لمجرد أني أحببتك و كأنك جريمتي المفضلة .♧ و حرفيا كان تاو يختنق بهوائه، عندما قرر ترجمة ما يشعر به هو علم أنه سيعاني كثيرا مع هذا الإعحاب من طرف واحد.

♧أتذكر حينما كنت اتعلم الإنجليزية لأول مرة، علموني جملة اولية كانت  "how are you ?" و الإجابة عنها كانت "I'm fine"...و كأن الجميع يوجب علي أن اكون بخير حتى و إن كنت غير ذلك..فلا أحد يرغب بسماع شكواي، سيتوجب علي الإكتفاء بانا بخير، لكني سئمت الثمتيل، حان الوقت لأقول أنني لست على ما يرام، و أحتاجك بجانبي،
i need you when i sleep alone crying like I never do
، أريد البكاء في حضنك كأول مرة لنا، أريد تقبيلك كما لم نفعل من قبل، كما يحذث بخيالي كلما شردت في ملامحك، أنا لست بخير ، فأنا لا أعلم سبب دقات قلبي العالية، و لا السبب وراء الأوقات التي أشعر بها انني مجنون بك، و مع ذلك أنا فقط أرغب بالجري، أنا فقط أرغب بالجري،عميقا داخل السواد الخاص بي، خائف من كل ما التغيرات التي تطرأ على مشاعري و تقلباتي تلك أنا لم اعهدها، خائف من إشراقك، إذ إقتربت منه أكون محترقا بنار تلك الألوان، إتركني فقط بالسواد لكن رجاءا كن رحيما." و كم هو غريب عندما لا تتعرف القلوب على بعضها البعض في ضل الحزن ، الخوف، القلق.

كريس إلتف بكرسيه الدوار يلقي نظرة خاطفة على فتى الألوان، الذي بدى شاردا أوراقه، و في تلك اللحظة هو كان فقط يريد إخباره" أرجوك ضع يدك في منتصف صدري، اخبرني ما الذي أشعر به تجاهك؟" و لكن في ضل قلب جاهل، تجهل الأفواه طريقة الكلام، هو فقط عاد لوضه السابق بعد أن أحنى رأسه فاقدا الأمل.

تاو كان كمن يبكي بلا دموع، و لا ملامح باكية، وحده قلبه كان يذرف الدموع على غرامه الأعوج ، حول نظره لكريس ثم هو حرك رأسه يمينا و يسارا ينذب حاله المرير.

" إذا أنت تعلم أنه علينا تقديم الأغنية غذا؟ هل أنت بخير مع ذلك؟"

" إمم إستطعت التعبير عن نفسي ببعض الكلمات... ثم اننا لسنا مطالبين بلحن....لذا أنا بخير" ثم هو نهض من مكانه يجمع شتات نفسه و شتات كلماته على الورق قائلا " و الأن علي العودة للمنزل لأستريح قبل العودة للمدرسة غذا" قم هو إبتسم بزيف و تصنع كما لو أن الأحزان على قلبه تمنعه من رفع أطراف شفتيه الحلوة

"أمم...إلى الغذ" تلك الكلمة أوقفت تاو عن المضي قدما تجاه الباب.

"هل سنتشارك الطريق غذا أيضا؟؟"

" ألا تريد ذلك؟" يريد و بشدة تقبيلك حتى تنقطع انفاسك

"في الواقع ضننت أنك ستتخلى عني ما إن تحصل  على نظاراتك؟" لم يظن كان واتقا، لكن ليبفان رأي أخر

" هل أنا وغد لهذه الدرجة؟؟" هو ظن أنه سيء بنظر فتى أرض الأحلام، لا يعلم تأثيره عليه.

"كلا لم أقصد ذلك....إذن أصدقاء؟؟"  كان متأملا لخطوة أخرى في هذه العلاقة المعقدة

"أممم..أصدقاء" ثم فكر تاو ~على الأقل علاقتنا الرسمية لم تبقى صداقة من طرف واحد ~

تاو غادر الغرفة و الإبتسامة تشق وجهه، كان كمهرج سرق حلوى فتى ما و هو سعيد بشره، بصراحة بدى غبيا و تلك الإبتسامة العريضة للغاية لا تفارق شفتيه التي تخدرت ربما....أحمق.
.
.
.
.
.
.
.
.

و في الغد
الأمطار كانت تنساب من السماء الرمادية الداكنة بكثرة، الجو كان غاضبا، و لكنها تضل الأجواء المفضلة لذى كريس، بحيث يستيقظ على صوت قطرات المطر التي تدق نافذته،و غير ذلك الهدوء يعم المكان ، فكلب الجار لا ينبح كالعادة....في الأيام الممطرة يدخل بيت مالكه، أمه لا تصرخ عليه ، هي لا تستطيع مغادرة فراشها لشدة البرد، أبواق السيارات لا مكان لا في هذا الهدوء، لأن الجميع يتجنب إستعمال السيارات على الإزفلت الزلق بفضل الماء، و أخيرا العصافير لا تغرد فهي تختبأ عن المطر بين أوراق الأشجار لا مزاج لها للزقزقة، ياله من يوم هادئ جميل.

و في العالم الموازي، تاو يستيقظ بوجه متهجم، يكره أن تكون الأجواء غير مشرقة، يكره أن لا تزور العصافير الملونة نافدته و تنقر عليها و كأنها توقظه ، يكره أن لا يسمع نباح الكلب النشيط المتأهب لملاحقة القطط طوال النهار بلا ملل و لا كلل ، يكره أن لا يسمع " صباح الخير" تتردد بين الجيران بصراخ، يوزعون الحماس ليوم جديد في ما بينهم، يملؤون بعضهم البعض بالطاقة الإيجابية، تلك الأجواء الصباحية الدافئة جزيت و معنويا ، كانت غائبة اليوم، و هو كره هذا، ياله من يوم صامت بشع.

بقدر ما هما مختلفان، بقدر ما كانا يكملان بعضهما البعض بمثالية لا تنحصر بين ما يحبان و يكرهان، هما فقط مثاليان بتبادل الحب الشغوف دون علم أحد الأطراف بذلك، "blind in love " هي تسمية جيدة لهذه المرحلة من حبهما.

يتبع....

الأسود و ما يشتق عنه [Taoris]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن