أرواح ضاله

474 39 22
                                    

مضي اربعه اشهر منذ قدوم مايك ورغم حزنه علي انه لم يجد سبيلا للعوده الي عالمه إلا أنه كان يحاول جاهدا تقبل الوضع الحالي وان يمضي قدما في حياته الجديدة

في احد الليالي كان عقل اشلي مشوشا ومضطربا والكثير من المشاعر والذكريات تزدحم في رأسها وعندما لاحظ مايك ذلك ذهب ليطمئن عليها

- ما الامر؟
- لا شيء .. أنا فحسب أشعر بالذنب
- لان اوراقك الرسميه مزوره وما زلت تتعاملين مع المزور
- لا، ولا تقل ذلك بصوت عالي، تجعلني ابدوا كشخص فظيع 
نكزت اشلي الرجل المبتسم بمرفقها فسكت ولكن سرعان ما استعاد تعبيراته الجاده واعاد لسؤالها

- أنه والدي .. أشعر بالذنب لأننا تركناه بمفرده اعلم أن ذلك كان الخيار الوحيد امامنا ولكن احيانا اتسائل إن كان بوسعنا إنقاذه .. أشعر أننا هربنا وتركناه يغرق .. اعلم بأننا اتخذنا القرار الصحيح ولكن هذه المشاعر الغريبه بدأت تواتيني مؤخرا واجد صعوبه بفهمها

- ليس عليك الشعور بالأسي انتِ لم ترتكبي شيئا، لقد كنت مجرد طفله ولا ذنب لك بما ارتكبه البالغون لقد كنت ضحيه اسره مفككه ولا ذنب لك بذلك اطلاقا، يستحن أن تبعدي تلك المشاعر عنك فقد أصبح الأمر من الماضي

- احاول ولكن .. اعترف بأنه اذاني ولكن مشاعري بشأنه ضبابيه جدا .. في الواقع لطالما حاولت جعله يلتفت لي وجعله يحبني ولكن هو لم يفعل وذلك جعلني أتسائل، لما قد يكره أحدهم طفل من صلبه؟ هو لم يرد مجيئي الي هذا العالم ولكن ما ذنبي انا،  لطالما ألقت والدتي الوم علي تلك المخدرات التي كان يتعاطاها ولكن اريد أن أعرف هل كان ذلك الكره الذي اكنه لي حقيقيا، أهو يبغضني حقا؟ .. لما لم أحظي بوالد محب لي .. كل ما أردته هو أن انعم بدفئه وان نكون عائله سعيده ولكن ذكرياتنا معا  تلطخها دموع والدتي
.. لا أعرف ولكنني ارغب بسؤاله هل استحق الأمر تدمير عائلتنا ؟
تجمعت الدموع في عيون الفتاه بينما تتحدث عما يخالجها فقاطعها مايك

- تريدينه أن يعتذر، صحيح؟
احاط مايك وجه اشلي بكفه فأجهشت بالبكاء فقد تمكن من فهم مشاعرها المبعثره .. أجل، لقد أرادته أن يعتذر، طوال تلك السنوات كانت تنتظر سماع اعتذار منه ..  اعتذار عن الالم الذي شعرت به، اعتذار عن دموعها التي ذرفت واعتذار علي فقدانها لحنان الأب الذي لم تحظي به يوما

مسح مايك الدموع من عيني الفتاه بأنامله وضمها الي صدره برفق حتي هدأت وتوقفت عن البكاء
- سألتقي به
عزمت اشلي فهي تريد إصلاح حياتها، تريد أن تغير وتصبح شخص مسالما يعيش حياه صحيه ولكن كيف ترمم شقوق قلبها والخنجر مازال به، ولم تكن تمتلك تلك الروح النقيه لتسامحه وتزيل عنها تلك الخناجر، فهي كانت تلتمس منه جوابا واعتذار فهي أرادت شيئا يساعدها علي مسامحته

قادت اشلي سيارتها الي منزل والدها ذلك المنزل الذي لم تطأه قدمها منذ عشرين عاما

تسارعت دقات قلبها بينما تطرق علي باب المنزل الذي يحوي الكثير من الذكريات المؤلمه ولكنها لم تحصل علي رد فطرقت عده مرات اخري
- لا احد بذلك المنزل؟
قال الرجل الذي خرج لتوه من المنزل المجاور ولكنها كانت مصره علي رؤيته
- أتعرف اين هو؟
سألت اشلي لتصعقها الاجابه فوالدها قد نقل للمستشفي منذ اسابيع ولا احد يعرف شيئا بشأن حالته

| لَحنه الخاص | BNHA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن