الموشومة 1

490 18 0
                                    

#الموشومة
#الحلقة_الأولى

وانتـهى الـفصل الدراسي بكل كليات الجامعة ليتجهز الطُلاب للعُطلة مع عوائلهم فـعيد الأضحـى لم يتبقى عليه إلا أسبوعان والطُرق مكتظة بباعة الخرفان الذين يطلقون أسواقهم بشكل عشوائي بين الأحياء السكنية.

- إذًا يا ماسة هل ستبقين هُنا في مبيت الطالبات حتى العيد أو ماذا؟

أجابت (ماسة) على سؤال صديقتها:

- في الواقع لا، الفتيات في المبيت سيتجهزن للسفر والعودة إلى أهاليهن للتجهيز للعيد معهم وسيصبح المكان هُنا موحشًا لذلك أنا أيضًا سأتجهز للعودة إلى البيضاء

سألت الصديقة (ربيعة) سؤالًا أخر:

- إذًا سيأتي والدك لأخذك؟

- في الواقع لا، أبي مُسن ونظره ضعيف جدًا والمسافة من البيضاء إلى بنغازي طويلة ولربما لا تعلمين لكن في أخر مرة أتى أبي ليأخذني خرجت عَربته من الطريق وحدثت له كسور بجسده لذلك لا أريد المجازفة مجددًا، سأستقل إحدى حافلات النقل بين المُدن رغم أن أبي لن يوافق لكن لن أخبره إلا بعد وصولي للبيت.

- ألن يغضبه تصرفك هذا؟

- لا، على أبي أن يعلم أني لستُ صغيرة وأن أمورًا كهذه يمكنني انهائها لوحدي، خوف أبي علي كبير خصوصًا أني وحيدته لكن يجب أن أكسر هذا الخوف وأجعله يعلم أن السند يمكن أن يكون أنثى!

فركت ربيعة رأسها واقترحت:

- لماذا لا تتصلين بأحد أقاربك ليأخذك؟ هكذا أفضل أعتقد وتبتعدين عن أي جدال مع والدك

- أولًا أنا أريد هذا الجدال مع أبي لأضع النقاط على الحروف وأوضح له بعض المُغيبات، ثانيًا عن أي أقارب تتحدثين؟ خيلاني الذين أكلوا والدتي في حصتها من الورثة؟ أم عمي الـوحيد الذي ليس راضيًا على دراستي في مدينة أخرى ويراني المُتحررة الفاسقة؟

- أنتِ أدرى يا صديقتي، على كُل حال هُناك العديد من شركات النقل سأعطيك أسمائهم وأرقام هواتفهم

- لا داعي يا ربيعة فأنا أعرف بياناتهم بالفعل، ماذا عنك ما هي مخططاتك للعطلة؟

- لا شيء، سأفكر من الأن بالعيد، بلعنة تفريغ أحشاء الخروف وضجيج أبناء اخوتي واخواتي والزيارات العائلية من الخيلان والأعمام والعصائر التي ستقدم بين الساعة والأخرى، القبلات على الخد من الجارات، وصداع ابنة خالي بصور هدية خطيبها لها على كل منصات التواصل الاجتماعي، ساعة وخروف دُمية بـخمسون دينارًا وعُلبة حلويات صلاحيتها تنتهي بعد شهر

ربتت ماسة على كتف صديقتها وقاطعت حديثها ضاحكة لتودعها وتعود إلى المبيت.

ماسة مُعاذ الحمري صاحبة الأربعة وعشرين عامًا من مدينة البيضاء، تدرس في الفصل السابع بجامعة بنغازي تحديدًا بكلية تقنية المعلومات تخصص هندسة برمجية وتقطن أثناء دراستها بمبيت الطالبات لبُعد المسافة بين مدينتي بنغازي والبيضاء.

الموشومةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن