كانت هي شجرة الأمل لي وثمارها طرية كثغرها الكرزي
الطريق كان طويل ولجين تسرد قصة حياتها للمرة المئة وأحمد ما يوخر عيونه عني اتوقع بغز عينه بالقلم حرفيا ما أدري كيف استحملتهم لين ما وصلنا.
شفت المبنى الكبير اللي رسم ووثق طفولتي مع جدي وأمي والعائلة كلها حسيت بثقل في قلبي وغصة في صدري وأنا اتذكر شريط طفولتي ومراهقتي هنا أيام عشتها بحلوها ومرها ذكريات ترسم لوحه في خيالي لوحة ضخمه غرقت بتفاصيلها .
"ياهلا ويا غلا حي الله من جانا بنات خويلد"
صوت خالتي دلال واخيرا
جريت لحضنها وضميتها وأول ما جا ببالي أمي المتوفيه كيف كنت ارجع من المدرسه واضمها.
"خالتي دلال اشتقلك كثير"
قلتها وانا اشدد على رقبتها عبيرها الجميل الشبيه بعبير أمي يخلي ذكريات الماضي تمر أمامي واحس اني بنعيم.
"حبيبتي سراب ممكن تبعدي شوي؟!"
"ها؟"
الكلمة الوحيدة اللي طلعت من فاهي لحظه خالتي الحنونه ليش تقولي كذا!
ماعارضتها وبعدت وعقلي بدأ يختلق أعذار وهميه زي التعب او الإرهاق
بس الأعذار كلها تحطمت لما شفتها تضم لجين
ما أقول اني غيوره لكن خالتي هي الشخص اللي يذكرني بأمي وعمرها مارفضت شي لي ليه الحين بالذات؟!.
ما اهتميت وجريت للبيت وتوجهت لغرفة جدتي دقيت الباب ودخلت
"جدتي كيفك؟"
قلتها بعد ما حبيت راسها ويدها ضمتني ومارفضت
"الحمدلله يابنيتي وينك مختفيه ما تسألين عني ها؟"
"والله ياجده الجامعه ماخذه عقلي وجسمي وروحي بعد"
قلتها بضحكه وملل أيضا لأني تذكرت الفاينل اللي على الابواب
"يالله شدي حيلك وتخرجي كلها كم شهر وأشوفك دكتوره رافعة راسي"
"وش قصدك بأن الجامعة ماخذة روحك بعد؟"
صوت انسان أتمنى أن الأرض والسماوات السبع تنطبق عليه والأرض تبلعه في جحيمها الأسفل.....«خالد»
