الجرعة السحرية

✌

حل الليل و توماس مازال يتجول بين الأزقة، هو يحفظ تلك الخادمة، اليوم لن تسمح له بالعودة و لكن غدا صباحا مع اول شعاع للشمس سيجد وعاء الحليب خاصته امام باب المنزل الشبه مفتوح ممتلأ

مهما غضبة منه فهي تضل متسامحة و وسيعة صدر، و تلعن فقط الفأر الصغير المشاغب الذي يتجول ارجاء المنزل

وقف امام صندوق نفايات كان هناك صديقه بوتش الأسود، كما العادة يدندن اغنية قذرة ما بينما يتفقد الصناديق من اجل وجبة عشاء

اشتم القط الأسود رائحة قط منزلي، و هو يعلم لمن تعود "صديقي العزيز توماس" وضع غطاء النفايات جانبا ليحتظن توماس الحزين

"هل طردت مجددا يا صديقي" هو يعلم الاجابة مسبقا، اومأ توماس بحزن "لا تقلق اراهن ان ذلك الفأر سيلقى جزاءه يوما ما"

ما ان قيل الفأر حتى كشر توم، هو يكره ذلك الوغد الصغير، سحبه بوتش ليجلس على احدى الطوبات المجودة هناك "هل انت جائع"

كانت معدة توم ستصدر صوتا مجيبا لكن ما رآى الطعام الذي سيقدم له من النفايات و رائحة المكان الغير جيدة تراجعت معدته عن الطلب

هز رأسه نافيا، قهقه بوتش "قط منزلي مدلل انت لن تحب طبعا هذا الطعام القذر" جلس القط الأسود قربه بينما يسحب الغطاء الذي ملأه ببعض الطعام الفاسد و النفايات

انزل توم وجهه يحتظنه بين كفيه بينما ينظر للأؤض

سماء ايلول الصافية مع بضع نجوم تتلألؤ اعلاه، مظهر مدينة بوسطن الفاخرة و ناطحات السحاب،العالية المضيئة، كان يصنع اعظم صورة لأحدى اغنى ولايات الولايات المتحدة الامريكية

"اذا هل ستعود غدا" سأل القط الأسود بينما يتناول طعامه

هز توم رأسه بايجابة تدل على الموافقة، "تلك السيدة حقا كريمة معك" بدى حسودا بعض الشيء "لقد طردتني اكثر من مئة مرة بينما انت و رغم مصائبك الا انها ماتزال تحتفظ بك"

لم يجبه توماس بل ظل ساكتا، يتمنى ان يحل الصباح باكرا و يعود الى منزله الجميل، و يطارد طبعا ذلك الفأر المشاغب

.
.
.
.

في مكان آخر، كان المنزل هادئا جدا، كانت ربة البيت قد دعية لأحدى حفلات صديقاتها بينما جيري قد ظل وحيدا

اخذى جيري خطوات هادئة و بطيئة في الظلام متسللا للمطبخ، انه وقته من الشهر

يطرد توماس ليسرق بعض الطعام و يخزنه لتناوله بينما يكون القط هنا و لا يعود بوسعه التسلل براحة للمطبخ

ابتسم بينما يرى سرير القط فارغا، قفز فوقه ليستلقي عليه، حرك جسده قليلا متلذذا باللحظة بينما هناك المدفئة المطفأة

استرخى مخرجا تنهيدة راحة قبل ان يغمض عينيه

بقي مدة قبل ان يقرر القفز للأرض و يتسلل للمطبخ كما كان مقررا