شد قبضته على يدها الصغيرة ليبتعدو عن محطة القطار و انظار الناس المذهولة و التي كادت تلتهمهم و لم يتوقفو عن السير حتى وصلو الى شارع كبير مكتض بالناس..
زفر بقوة و امسك رأسه بقلة حيلة ، لاول مرة يجد نفسه محتارا و لا يعرف خطواته القادمة ..مد يده الى جيبه الخلفي يبحث عن محفظته ليشتم بقوة و هو يتذكر انه ترك اشياءه في القطار ..
قاطعت شروده تلك الكتلة الصغيرة بجانبه و هي تتذمر "اخي ..انا جائعة جدا " تبا هذا ما كان ينقصه من اين جائت بهذه الكلمة ، ادار و جهه للجهة المعاكسة لها كاتما غيضه ليستدير مجددا معلقا
" انتظري هنا و لا تتحركي من مكانك .."
اومأت له بسرعة كي يختفي و سط حشد من الناسو كمحترف ازلق اصبعين من يديه في جيب امراة و سحب محفظتها بسلاسة ليتوجه نحو اقرب محل بقالة و اشترى بنصف المال بعضا من الطعام و احتفض بالباقي ، و كم تمنى من اعماق روحه ان لا يجد الطفلة عند عودته فهكذا لن يؤنبه ضميره و سيتخلص من عبئها .. فرك جبينه بقوة و هو عائد لها و كل شيء في داخله يأمره ان يستدير بظهره ..و بينما هو متخلبط في افكاره اوقفه ذلك المشهد الذي اسر عيناه لبعض من الوقت ..كانت واقفة هناك حيث تركها منحنية الرأس و تحرك قدميها العاريتين في التراب ..
كانت واقفة تحت اشعة الشمس الحارقة رافضة ان تتحرك انشا واحدا من مكانها كي لا تضيع عن فلادمير حتى شعرت بظل طويل يقف امامها و يحجب الشمس عنها رفعت رأسها بهلع لتتوقف عند ملامحه الباردة و التي رغم ذلك كانت تشعرها بالدفئ ، شقت الابتسامة و جهها و ارتمت في احظانه ..ربت هو الآخر على شعرها و ابعدها عنه بهدوء كي يمد لها كيس بلاستيكي مليئ بالطعام ..
"و انت الن تتناول شيء " قالت و هي تراه يحبس سجارة في فمه .. " و ما هذا الذي تحمله بين شفتيك " حدق بها بغموض و استغراب لعدة ثواني كانها خارج هذا الكون ليتنهد اخيرا مردفا " انه شيء يساعدني على التفكير "
"حقا اريد ان اجربه انا ايضا" القى عليها نظرات حادة و امرها ان تصمت " كفي عن الكلام و تحركي امامنا طريق طويل "
حملها بين يديه و هو يتمشى بين الازقة لأكثر من ساعة حتى توقف عند فندق صغير دو تكلفة رخيصة دلفه ليقابله رجل خمسيني يحمل مجموعة من المفاتيح ..كانت ملامحه متلهفة و سعيدة يبدو انه كان في انتظار زبون منذ قرون
" اهلا و سهلا كيف لي ان اخدمكم "
" سمعت ان هذا ارخص فندق في المدينة"
.."نعم هذا صحيح ..20 دولار لالليلة الواحدة " اردف و الابتسامة تشق محياه ليحول ناظرية الى الطفلة النائمة بين احظانه " ههههه و من هي هذة الجميلة ا هي اختك " اردف و هو ينتظر اجابة منه لكن لم يقابله سوى الصمت و نظرات فلادمير القاتمة"احجز لي غرفة " هذا كل ما اخرج من فمه فاسرع العجوز و مد له مفتاحا مكتوب عليه رقم الغرفة بينما رمى له فلادمير ورقة نقدية و صعد نحو الغرفة دون ان ينبس ببنة شفة تاركا ذلك العجوز يحدق في ال 10 دولارات التي تركها له بصدمة عارمة
**
أنت تقرأ
Sins Of My Father || +18
Romance"لم يكن الهروب من الجحيم نهاية المعانات أحيانا، تبدأ القصة الحقيقية عندما نظن أننا قد تحررنا.."