الفصل الثاني

36 4 4
                                    


فتحت لي سول عينيها ببطء لتجد دام ريونج يبتسم لها و الدموع في عينيه قائلا بصوت عذب:" هل أنت بخير؟"

بدأت دموع لي سول تخرج واحدة تلوى الأخرى كأنهن قد اتفقن على ذلك ثم قالت ببطء:" هل هذا أنت حقا؟"

أومأ دام ريونج و قال بعدما تمدد و هو يشير بيده نحو النجوم:" اسمي دام ريونج من مكان يبعد عن هنا أميالا كثيرة، مكان تجهلونه و لكننا نعرفه، كنت أجلس وحيدا هناك لم أكن أبدا سعيد، بل كنت في غاية تعاستي، رغم أنك كنت هنا، و تبعدنا المسافات إلى أن صوتك قد وصل لي، حزنك أحزنني، و ابتسامتك أسعدتني، ألمك أوجعني، كل ما مررت به كان يرسم في ذهني، كنت أستطيع رؤية الحزن و الأسى في ضحكتك، و كنت أرى الاستنجاد في عينيك، مهما حاولت التغاضي عنك، كان صوت بكاءك يدمرني، لم أستطع الأكل إن لم تفعلي، كان يجافيني النوم إن كنت يقظة." جلس ريونج و نظر إليها متجنبا النظر في عينيها قائلا بابتسامة صادقة:" رغم ذلك، كنت مواساتي عند حزني، ابتسامتي عند فرحي، كنت الحبل الذي نجدني من سقوطي في الهاوية، هذا هو سبب مجيئي إليك، لأننا مقدران لأن نلتقي و ليساعد إحدانا الأخر، ليس عندي أدني شك فأنك رأيتني سابقا في أحلامك، و أنك لن ترينني مجددا فيها لأنني هنا معك و بجانبك، هنا لمساعدتك."

قالت لي سول بعدما أشاحت نظرها عنه:" لقد قالت ذلك سابقا، لقد أخبرتني كم أنا مهمة بالنسبة لها، أخبرتني أنها لن تتركني وحيدة، لن تتركني في ذلك المكان لأعاني لوحدي، لأنها السبب في معاناتي، و أنا صدقتها." استقامت لي سول و قالت بينما تمسح دموعها عن خديها الورديان:" إن كنت ستهجرني كما فعلت فلا أريد مساعدتك، لا تعطيني الأمل إن كنت ستسلبه مني، فقط اتركني أهوي للقاع ما دمت ستتخلى عني لاحقا، كما أخبرتك سابقا، لدي من المشاكل ما يكفيني."

قال ريونج بينما يتصنع الابتسامة:" لي سول، ما الذي يؤكد لك أنها هجرتك؟"

أوقف السؤال لي سول لوهلة، ثم تنهدت و أكلمت طريقها متجاهلة سؤاله.

استقام ريونج، و اتجه إلى إحدى الشجر كثيف الأوراق و جلس تحته و هو ينظر إلى السماء بحزن و قال بينما يبكي:" لي سول، تربطني بك علاقة أقوى من أن أتخلى عنك بكل سهولة، ليس قبل أن يحين الوقت المناسب."

توقفت لي سول فجأة في منتصف الشارع، التفت من حولها لتبحث عن مصدر الصوت الذي سمعته" لي سول، تربطني بك علاقة أقوى من أن أتخلى عنك بكل سهولة، ليس قبل أن يحين الوقت المناسب." ثم سألت بتردد:" هل وضعت على إحدى الأجهزة؟ كيف لي سماع صوتك ؟"

أسند ريونج رأسه إلى الشجرة و قال مبتسما:" تلك المسافة التي تتحدثين عنها هي لا شيء مقارنة بتلك التي كانت بيننا طيلة السبع سنوات السابقة."

قالت لي سول بغضب:" عذرا هل أنت مجنون؟ أم أنك تعاني من الخرف المبكر؟ ثم كيف تحدثني؟ لم أشعر أن الصوت يأتي من داخلي؟"

رواية مروية الثالوث- pansy 🍃💫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن