تهاجمني ذكرياتي آخر الليل؛ فأنظر إلى سقف غرفتي محاولةً أن أترك تلك الذكريات بعيدًا لا أريد أن يفكر عقلي بها، أصعب ما يصيب المرء أن يبقي عالق داخل ذكرياته لا يستطيع الخروج منها كلما حاول تجذبه إليها كأنه بقىٰ أسيرًا لها إلى الأبد لا يستطيع التعايش، كلما يمر بشيء تأتي إليه ذكره تهجمه تجعله ينظر إلى الماضي من ثم إلى نفسه؛ فيحزن كثيرًا على ما أصبح به ولا يستطيع أن يخرج مِن تِلك الدائرة، لماذا لا يستطيع الإنسان أن يطوي ذكرياته ويدسها داخل خزنته كلما أحتاج إليها فقط يجلبها؟ لماذا لا ننسي ذكريات الناس التي تركونا لما لا تمحىٰ معهم عندما ذهبه؟ لماذا يبقىٰ الإنسان عالق داخل ذكرياته ولا يستطيع حتى أن يقوم بفعل ذكريات جديدة؟ أسوأ ما يصيب العقل هوَ التفكير في أشياء قد مضت.
لشهد خالد
* ثانية بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة*