الفصل الثالث

7.5K 325 29
                                    

-"وأنا أيضا أحبك".

هتفت بها "رانيا" ليصيح "فهمي" بحماس وهو يبتسم:

-"أوقفوا التصوير".

ثم التفت إلى "رانيا" وهتف بنبرة مشجعة:

-"أداء جيد ... أحسنت رانيا".

شكرته "رانيا" على مديحه وتنهدت وهي تتجه إلى استراحتها لتعدل من وضع مكياجها قبل أن تبدأ بالتدريب على المشهد التالي ... خرجت من الاستراحة ورأت أمامها "فارس" الذي كان يجلس ويراقب باقي زملائه وهم يتدربون على أداء مشاهدهم ... تقابلت أعينهما في نظرة متناقضة فهي تنظر له بكره واشمئزاز وهو يقابل نظرتها له بالبرود والاستفزاز ... رمقها باستخفاف وهتف بسخط:

-"يليق بكِ كثيراً دور المرأة المتسلطة الذي تؤديه في هذا الفيلم ... عندما أراكِ وأنتِ تجسدين دور مروة لا أجد فرقا بينها وبين شخصيتك الحقيقية".

فهمت "رانيا" ما يعنيه من وراء حديثه فهو يهينها ولكن بطريقة غير مباشرة ويفعل ذلك بطريقة تشبه كثيرا أسلوب تأكيد الذم بما يشبه المدح ... ابتسمت بسماجة وتحدثت بعد أن عقدت العزم على أن ترد له الصاع صاعين:

-"وأنت يليق بك كثيرا دور العاشق المغفل الذي يحب امرأة تخدعه وتخونه مع صديقه المقرب".

اتسعت ابتسامتها عندما رأت احتقان وجهه وتجهم ملامحه وتابعت بثقة وعدم اكتراث لزملائهم الذين تركوا كل ما في أيديهم ليشاهدوا المشاجرة التي ستبدأ في خلال دقائق:

-"أنا وأنت مررنا بهذه التجربة ولكن الفرق بيننا هو أنني تجاوزت هذه المحنة وأصبحت أقوى أما أنت فلا زلت تبكي على أطلال المحبوبة الراحلة".

حضر "فهمي" ورأى كل ما حدث وتأكد بأنه يجب أن يفصل بينهما وبسرعة قبل أن يتشاجرا ويفتعلا فضيحة قد تصل إلى الصحافة ووسائل الإعلام ... اقترب منهما وهتف بحزم وهو ينظر إلى فارس:

-"يمكنك المغادرة إذا أردت فباقي المشاهد التي سيتم تصويرها اليوم لا تتطلب وجودك".

أومأ "فارس" برأسه وهو يزفر أنفاسه بضيق ويرمق "رانيا" شذرا فقد تجاوزت حدودها هذه المرة ولولا تدخل "فهمي" في تلك اللحظة لكان جعلها مسخرة وأضحوكة أمام كل أعضاء فريق العمل.

أوقف سيارته أمام منزل عمر ودلف إليه وعندما رأته الجدة رحبت به كثيرا فهي تحبه وتعتبره بمنزلة حفيدها ... جلس برفقتها وتحدثا كثيرا وقد نجحت الجدة في أن تجعله ينسى ما فعلته به "كاميليا" لبعض الوقت ... اقتحم جلستهما دخول "هنا" شقيقة عمر الصغرى وهي تهتف بفرحة وعدم تصديق:

-"فارس!! أهلا وسهلا بك في منزلنا ، رأيت سيارتك في الخارج ولكني لم أصدق أنك هنا حتى رأيتك الآن".

ابتسم لها فارس بودٍ وهو يقول:

-"كنت أشعر ببعض الضيق ففكرت في المجيء والتحدث قليلاً مع الجدة فكما تعلمين أنه مر وقت طويل منذ أن أتيت إلى هنا أخر مرة".

لا تعشقني كثيراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن