أحببته ولكن

253 22 3
                                    

نوفيلا أحببته ولكن
بقلم/شروق محمد
البارت الأول
الظلم هو التعدي على الأخرين وأخذ حقوقهم ونكرانها، والظلم ظلمات وهو من أكثر الأمور التي تسبب الأذى والضر للأشخاص،
المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار.
علي ابن ابي طالب:
لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ
------------
في قريه صغيره يوجد منزل عباره عن ثلاث طوابق يعيش به اثنين اشقاء ووالدتهم، الطابق الأول لوالدتهم، والثاني للأخ الاكبر، والطابق الثالث للأخ الأصغر، كانت مريم تجلس في غرفتها والدموع تملئ عيناها، دلف إليها أمجد وهو غاضب منها، نظر لها بشر واردف قائلا:
مالك، هو كل يوم شكلك زعلان كده؛ انتي من يوم مااتجوزتك وانتي غمامه ونكديه كدا ليه
ردت مريم بحزن قائله:
حرام عليك كفايه اللي انا فيه
جلس أمامها ووضع ساق فوق الأخرى وقال:
وفيكي إيه ماغيرك أهيه بتضحك، تهزر، والكل بيحبها
حزنت مريم بشده وترقرقت عيناها بالدموع قائله:
لأني مش بغِل زيها ولا كياده؛ وكلكم مش عارفين حاجه، بكره تعرفو وتتأكدو مين ظالم ومين مظلوم
قال أمجد بصوت أجش:
بكره، لا ماهو باين مين اللي غَيران من التاني
انهالت الدموع علي خديها وقالت:
انت ازاي جوزي وبتكلمني كدا، المفروض تسمعني وتحس بيا وتجبلي حقي
قال لها مستهزئا:
حقك، واجبلك حقك من مين بقى
قالت له بصرامه وحزم:
من كل اللي تحت كل اللي زعلني
صاح أمجد قائلا:
يابنتي أنا جايبك زعلانه، عمرك مااتغيرتي، ولا هتتغيري
جهشت بالبكاء وقالت:
ربنا يسامحك والله هيجي يوم وتعرفو إنكم ظلمتوني بزياده، أنا وكلت ربي، وحسبي الله ونعم الوكيل
قال أمجد بصوت بعضب وصوت عال:
ربنا ياخدك ياشيخه، كانت جوازه هم؛ منهم لله اللي كانو السبب، بلوني ببلوة
"نظر لها بغضب وتركها وغادر الغرفه، بل المنزل بأكمله ليذهب حتى يرى أصدقائه؛ ويطيل السهر معهم حتى الصباح، اما هيا كانت تبكي مما يحدث معها من والدة زوجها، وزوجة شقيق زوجها وهيا لا تستطيع أن تقف أمامهم، أو حتى تتحدث مع زوجها، لأنه كالعاده يخبر والدته بحديثها.
(مريم ذو بشره خمريه تملك عيون بُنيه، قصيرة القامه ولديها جسد نحيف تبلغ من العمر24عام)
(أمجد طويل القامه ذو بشره بيضاء وجسد عريض، ويملك متجر دهانات يعمل به هو وشقيقه الأكبر، يبلغ من العمر 33عام)
----------
اليوم التالي كانت مريم غارقه في نومها وفاجئه انفزعت
من الصوت العال الذي يصدر من والدة زوجها، نهضت مسرعه والخوف يملئ قلبها ،قامت بالرد عليها بقلق قائله:
نعم ياماما
قالت حميده بغضب:
انتي ايه نايمه تحت مايه
أردفت مريم بتساؤل قائله:
في ايه ياماما، ماسمعتش كنت نايمه
قالت حميده بتهكم:
ماشبعتيش نوم؛ وتنامي دا كله ليه الساعه كام
قامت مريم بالرد عليها قائله:
لسه بدري الساعه7
استهزئت حميده منها قائله:
كفايه عليكي ياله انزلي عشان تروقي، وتكنسي تحت الطيور؛ ولا أنا المنبه بتاعك اللي هيصحيكي كل يوم
نزلت دمعه من عيناها وأردفت قائله:
اسفه ياماما مش هتأخر تاني نازله أهوه
"دلفت مريم إلى الداخل، وقامت بتغير ملابسها، ونزلت مسرعه لتفادي معاملة والدة زوجها"
قالت مريم بإبتسامة:
صباح الخير ياماما
قالت حميده بعنجهيه:
اهلا اتفضلي شوفي شغلك
تنهدت مريم بحزن قائله:
طيب أحضر الفطار الأول
قالت حميده بصرامه وحزم:
انتي لسه عاوزه تفطري؛ لأ انجزي عاوزه الظهر يأذن يكون الأكل جاهز
تراجعت مريم للخلف وقالت:
حاضر
صاحت حميده قائله:
تعالي هنا انتي ماغسلتيش وشك دا ليه
اجابت مريم بصوت مرتعش:
أنا نزلت علطول عشان ماتزعليش مني
اردفت حميده بغضب قائله:
روحي اغسلي وشك ده وانتي مقرفه كده، مش عارفه إبني وافق عليكي ازاي، الواحده تقوم من نومها تغسل وتلبس وتحط ريحه حلوه وتنزل؛ انما انتي ياباي امشي من قدامي
"دلفت مريم إلى المرحاض وقامت بغسل وجهها، وأجهشت بالبكاء وامتلئ الحزن قلبها وظهر على ملامح وجهها"
---------
على جانب آخر وتحديداً في الطابق الخاص بعصام شقيق أمجد
كان نائماً على فراشه ويتحدث مع زوجته قائلا:
اعمليلي الفطار وهاتيه هنا
ابتسمت نعيمه له وقالت بمرح:
ليه عريس ولا ايه، قوم ياحبيبي تعالا أفطر مع مامتك خليني أخلص شغلي عشان اجي أروق هنا
نفخ غاضباً:
وماله يابت لما أكون عريس فيها ايه
تعالت ضحكاتها وقالت:
ياخبر ياناس؛ دا أجمل عريس في الدنيا، ثم أكملت قائله:
صحيح كنت عاوزه اقولك على حاجه
نظر لها بإهتمام وقال:
خير على الصبح
رفعت حاجبيها وقالت:
انت واثق أن الخير كله بيجي من ورايا
عصام بتأفف:
انجزي
هتفت قائله:
عاوزين نشتري دهب وهو رخيص دلوقتي ولما سعره يزيد نبيعه ونكسب من غير ماحد يعرف عنه حاجه، إيه رأيك
شرد عصام قليلاً وأردف بتساؤل:
وأفرض عرفو ياحلوه يقولو عليا حرامي
جلست نعيمه بجانبه على الفراش وقالت بمكر:
بالعقل كدا؛ مش انت الكبير وتعبان في البيت ويعتبر شايل الشغل كله يبقى حقك تعمل اللي انت عاوزه
اومأ برأسه وهو يبتسم وأردف قائلا:
والله فكره وأهو الواحد يأمن نفسه
قالت نعيمه وهيا تنهض للذهاب:
هقوم انا بقى احضرلك الفطار على ماتقوم تغير وتيجي.
تركته نعيمه وذهبت لمنزل والدة زوجها، اما زوجها ظل يفكر في حديث زوجته وبعد وقت نهض وقام بتغير ملابسه ليذهب إلى عمله.
----------
في ناحية آخرى
كانت حميده والدة أمجد جالسه وتضع يديها على خديها
جاءت إليها زوجة ابنها الأكبر
أردفت نعيمه بإبتسامة صفراء قائله:
صباح الورد ياقمر
قامت حميده بالرد عليها بإبتسامة قائله:
صباح الهنا انتي صاحيه بدري ليه
قالت نعيمه مستعطفه:
عشان اشوف شغل البيت اومال مريم فين
أردفت حميده بغضب قائله:
مرزوعه في المطبخ بتغسل المواعين
قالت نعيمه بتساؤل:
انتي هتخليها تطبخ
انكمشت ملامح وجهها بغضب واردفت قائله:
هعمل ايه يابنتي نصيبنا
هتفت نعيمه قائله:
لا خليها تعمل شغلي وأنا هطبخ عشان نعرف ناكل
قالت حميده بنفاذ صبر:
خلاص ادخلي قوليلها اصلي مخنوقه منها
ابتسمت نعيمه بخبث وقالت:
بلاش القمر يدايق
"نهضت نعيمه ودلفت إلى المطبخ وتعالت ضحكاتها لإستفزاز مريم؛ كانت مريم تستمع لحديثهم بوجع وتجمعت العبرات بعيناها بحزن، اما حميده ظلت تحدث نفسها قائله:
والله كان يلزمنا واحده زي نعيمه كمان مش المحروقه اللي جوه دي
----------
في متجر الدهانات كان خالد يجلس مع اخيه ويتحدثوا سويا
اردف عصام بتساؤل قائلا:
مالك ياخويا علطول سرحان وزعلان كدا ليه
أجاب أمجد بصوت حزين:
من الزفته اللي في البيت منكده عليا عيشتي
أبتسم عصام في وجهه وقال:
طيب ماتتجوز؛ مايربيش الست غير ست اللي زيها
نظر له أمجد وتعالت ضحكاته وقال:
ياعم هو أنا ناقص
فلكزه بكوعه قائلا:
دور انت بس كويس وهتلاقي زي نعيمه
صاح بصوت مخنوق قائلا:
هيا نعيمه ليها زي، المهم الراجل اللي كلمني امبارح عاوز البضاعه بالسعر اللي قال عليه
قال عصام بحنق:
ماكدا بخسارة ياأمجد
تنهد أمجد وقال:
ياعم خد رقمه وكلمه وظبطها معاه واهو أحسن من مافيش
"وظلو يتحدثوا سويا في العمل، وظل عصام يؤيد على أمجد فكرة الزواج مره أخرى، وأمجد يبتسم بسخريه ولكن الفكرة كانت تدور بعقله"
-----------
في المطبخ عند مريم ونعيمه
نعيمه بتساؤل:
مالك يابنتي في اي
إجابتها مريم بحزن قائله:
مافيش سبيني اخلص شغلي
هتفت نعيمه:
طيب خلاص روحي روقي وانا هطبخ
اردفت مريم بتساؤل:
ودا لي بقي أن شاء الله
أجابتها نعيمه وهيا تداري ضحكاتها:
حماتك اللي قالت كدا مش عاجبك
تنهدت مريم بحزن قائله :
ولا انتي اللي قولتي
نعيمه بخبث:
يابنتي انا مش عارفه حماتك عامله كدا ليه؛ علطول زعلانه وبتكلمني وحش
قالت مريم بطيبه:
معلش ربنا يهديها بكره تتغير
أردفت نعيمه بخبث قائله:
ياختي ولا ياخدها ويريحنا
أندهشت مريم من حديث نعيمه وقالت:
حرام عليكي، دي بتحبك أكتر من عيالها
لوت نعيمه شفتيها وقالت:
متهيقلك ياختي، اسكتي انتي ماتعرفيش حاجه
قالت مريم بتذمر:
ياله هقوم اكمل شغلي
"نهضت مريم وهيا حزينه من افعال والدة زوجها وحديث نعيمه معها، وقالت لنفسها:
ياريت حماتي تعاملني كدا، أن شاله حتي تضحك في وشي بس انا راضيه
-------------
في المساء كان الجميع مجتمع يشاهدون التلفاز ويتحدثوا سويا
قال أمجد بعنجهيه:
افردي وش أمك دا واضحكي زينا
نزلت دمعه من عيناها وأردفت قائله:
انا بضحك اهوه؛ وبعدين انا هطلع الشقه عشان أروق
اردف أمجد بغضب قائلا:
لا ماتطلعيش أمي هتزعل، اصبري نطلع سوا وبعدين لسه بدري هتطلعي من دلوقتي تعملي ايه.
ارتسمت علي ثغرها ابتسامه خبث قائله:
شايفه يا مامتي يالهوي على الضحك
تعالت ضحكات حميده وقالت:
دي رهيبه والمسلسل جميل اووي، تصدقي يانعيمه القاعده حلوه اوي معاكي، بتعملي جو رهيب
نظر أمجد لمريم وقال بصوت منخفض:
اتعلمي بدل البوز ده، قرفتيني في عيشتي
لوت حميده شفتيها وقالت:
ولا أي رأيك يامريم شيفاكي مابتضحكيش يعني
استهزء منها أمجد قائلا:
طول عمرها كدا انتي هتتجددي، مش عارف ليه مابتتعلمش من نعيمه ضحكها، وروحها الحلوه
غضبت مريم كثيراً وقالت:
انا مش زي حد ولا هكون زي حد عن اذنكم
"تركتهم مريم وذهبت الي الطابق الخاص بها، وبعد أن دلفت إلى الداخل ألقت المفاتيح ارضاً وارتمت علي فراشها وأجشت في بكاء مرير"
------------------------------------
شروق محمد

أحببته ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن