أحببته ولكن

151 18 3
                                    

أحببته ولكن
بقلم شروق محمد
البارت الثاني
ثاني يوم في الطابق الخاص بمريم كانت تتحدث مع والدتها عبر الهاتف
مريم ببكاء:
مش عارفه اعيش معاهم والله تعبت
اردفت ساميه قائله:
استحملي وعيشي يابنتي، اتعلمي منهم وابقي زيهم
أجابتها بتأثر وحزن ثم اِنخرطت في بكاء مرير فأنحدرت الدموع علي وجهها قائله:
استحمل ايه، إهانة جوزي ليا وهو بيقولي ياريتك زيها؛ ولا حماتي اللي بتعاملني زي الشغاله؛ ولا سلفتي اللي بتوقع بينا وبتتكلم عليا مع الناس ومخليه الكل يبصلي وحش، ولا نظراتها لجوزي وحركاتها، أنا نفسي أموت وارتاح
أحست والدتها بألم شديد وقالت مستعطفا:
اشتكي لربنا يابنتي مالناش غيره
رفعت مريم رأسها إلى السماء وقالت في استعلاء:
يااااااااااارب
قالت ساميه بحزن:
مافيش أرحم وأحن وأحسن من ربنا نشتكيله يابنتي
مسحت مريم على وجنتيها براحه وقالت:
ونعمه بالله
وظلت ساميه تواسي ابنتها وتدعوا من الله براحة البال لها
------------
على جانب آخر
كانت حميده تجلس وتتحدث مع نعيمه
قالت بحنق:
مش عارفه يابنتي هو مستحملها ازاي دي بت نكديه وعلطول لويه وشها علينا
أرتسم على جانب شفتيها إبتسامة وقالت بمكر:
نصيبه بقى ياماما هنعمل ايه؛ وقال ايه كان بيشكر فيها ساعت الخطوبه وكان بيقول فيها أشعار
لوت حميده شفتيها وقالت:
ماتعرفيش كانت عملاله ايه يابنتي
حاولت التهوين عليها وقالت:
سيبك منها هتوجعي دماغك على حاجه تافهه، المهم انا عاوزه اروح اشوف امي واقعد معاها يومين
ارتسم الغضب على ملامح حميده وقالت:
ودا ليه بقى أن شاء الله
ابتسمت نعيمه واردفت قائله:
ماشوفتهاش من زمان، الله
تساءلت الآخيره في إهتمام:
وهتسبينا للغمامه دي؛ واللي كمان مابتعرفش تعمل حاجه
نعيمه بضحكات عاليه:
لا ماتقلقيش مش هتأخر، أصل أنا مابعرفش أغيب عليكي ياروحي
وظلت نعيمه تتحدث بمكر وتقوم بخداع والدة زوجها وتشحنها بحديث عن مريم ليس صحيح
-----------
في الطابق الخاص بمريم كانت تقوم بتوضيب المنزل وتقوم بترتيب ملابس زوجها وبعد فتره دلف زوجها وهو يتحدث عبر الهاتف وبعد دقائق أنهى المكالمة
ابتسمت مريم وقالت:
تحب أعملك شاي
نظر لها واردف قائلا:
ياريت دماغي مصدعه من كتر الشغل
تركت مريم ما بيديها ونهضت لتقوم بعمل كوب من الشاي وبعد دقائق جلبته له ووضعته بجانبه وقالت:
اتفضل ياحبيبي
رفع حاجبيه وقال بإندهاش:
دا من امتى الحب ده
جلست مريم بجانبه وقالت:
علطول ياأمجد بس أنت مش واخد بالك؛ ولا بتهتم بيا، نفسي تحس بيا وتقعد تتكلم معايا، انا علطول لوحدي مش بلاقي حد اتكلم معاه؛ ولا اشتكي ليه
حاول التهوين عليها وقال:
ماانا دايما موجود بس انتي علطول قالبه وشك ومنكده علينا
سألته بلهجه غاية في الأدب:
أنت لسه بتحبني ياأمجد
أجاب في ضجر:
طبعاً يامريم بس حاولي تتغيري، اضحكي، هزري، خلينا نعيش ايامنا
اومأت مريم رأسها وقالت:
حاضر ياحبيبي، بس بالله عليك ماتعملش حاجه تدايقني ولا تزعلني
وظلوا يتحدثوا سوياً وبث الأمل في قلب مريم أن حياتها سوف تكون أفضل وهيا تعزم أمرها أن تتغير وتطرد اي حديث يعكر مزاجها
-----------
في صباح يوم جديد نهضت مريم من نومها ودلفت إلى المرحاض لتاخذ شاور وبعد ذلك ارتدت ملابسها وذهبت لتقف بين ايادي الله لتناجيه وتدعي بأن يهدي لها زوجها ويحبب فيها والدة زوجها وبعد الأنتهاء نهضت وقبلت زوجها ونزلت إلى الأسفل ألقت السلام وقالت بإبتسامة :
صباح الخير ياماما، عامله إيه
اندهشت حميده من طريقة مريم في الحديث وقالت:
غريبه يعني صحيتي بدري؛ لأ وكمان بتضحكي ووشك منور
جلست مريم بجانبها وقالت بصوت خافض:
هو انا ممكن اسأل حضرتك سؤال
رفعت حميده حاجبيها وقالت :
قولي لما أشوف أخرتها
تساءلت مريم بإهتمام:
هو حضرتك مش بتحبيني ليه، يعني انا نفسي تكلميني حلو؛ وانا هعمل كل اللي حضرتك عوزاه، مش عاوزه غير ابتسامتك في وشي
نظرت لها من طرف عيناها قبل أن تعلق وقالت:
مش حكاية بحبك، يعني انتي قالبه وشك علينا وعلطول منكده على ابني، عوزاني أكون ازاي
قالت بصوت منكسر:
والله مش بمزاجي طريقتكم كلها معايا هيا اللي وجعاني وبتخليني علطول حزينه، ثم أكملت قائله:
بأذن الله هتغير وأي حاجه انا مش عرفاها قوليلي عليها وأنا أعملها
قالت حميده بسخريه:
لما نشوف ياله قومي شوفي شغلك
نهضت مريم وقالت:
حاضر
جاءت مريم لتذهب أوقفتها حميده قائله:
اه صحيح نسيت اقؤلك، نعيمه راحت لأمها، يعني شوفي شغل البيت كله
تنهدت مريم وقالت بإبتسامة:
حاضر ياماما عيوني
ذهبت مريم إلى المطبخ لتقوم بعملها وهيا تردد في نفسها:
ربنا يهديكي ليا ويهديني وماحدش يخرب عليا، أما حميده ظلت تنظر لأثرها وقالت:
لما نشوف ياختي
_________
على جانب آخر كانت نعيمه تجلس مع والدتها وتتحدث معها
اردفت بتساؤل:
يابنتي هتستفادي إيه
صاحت بصوت مخنوق:
مش هسيبها تعيش انا بكرهه
إلتفتت نحوها بإهتمام قائله:
يبقى انتي اللي بتخربي على نفسك صدقيني
نفخت نعيمه قائله:
مابحبش حد احسن مني
قالت والدتها بتساؤل:
ومين قال إنها أحسن منك؛ انتي بيضه وطويله وحلوه وعلطول بتضحكي وتهزري؛ وبعدين إنتي بتقولي إنها سمرا وعلطول حزينه، يبقى مين أحلى ومين محبوب
تعالت ضحكاتها وقالت:
حبيبتي والله، بس ماتعرفيش انا ببقى مستمتعه ازاي وهيا بتعيط ولا وجوزها بيقارنها بيا
لوت شفتيها وقالت:
يابت كفايه كيد في البت، البت مش هتستحمل
ارتسمت إبتسامة على شفتيها وقالت:
ياختي ربنا يغورها من وشي، تصدقي البت بتعايرني بشقتها وبجهازها
صاحت والدتها بظفر وقالت:
لا إذآ كان كدا البت دي تستاهل
ضحكت نعيمه بمكر و قالت لنفسها:
ايوه كدا اشتغلي معايا لازم اقؤلك حاجات غلط عشان تفكري معايا.
________
في ناحية أخرى
كانت مريم وزوجها ووالدة زوجها جالسين سويا يشاهدون التلفاز نهضت مريم وقالت بحب:
تحبوا أعملكم حاجه تشربوها
نظر لها أمجد وقال بإبتسامة:
ياريت لو عصير من ايدك الحلوه دي
لوت حميده شفتيها وقالت:
مش عارفه سر التغير ده بس ياله لما نشوف، قومي اعملي
نهضت مريم وذهبت لتقوم بعمل المشروبات وهيا سعيدة، أما حميده نظرت لأمجد وقالت بحنق:
هو ايه السر في تغيرها
أجاب بتردد محسوس في صوته:
مش عارف بس ياريت تفضل كدا، وياريت ياامي حاولي تعامليها كويس، خليها تفضل مبتسمة
قالت حميده بنفاذ صبر:
يعني تقصد أن أنا اللي بخليها متنكدة، وبتنكد عليك
أنزعج أمجد من ردها المحبط وقال:
ياحبيبتي مااقصدش
نفخت متسائله في نفاذ صبر وقالت:
اومال ايه ياقلب أمك
نفخ بضديق وقال:
ياحبيبتي أقصد اضحكي في وشها وكلميها زي نعيمه
نهضت بغضب وقالت وهيا تهم بالذهاب:
اهي عندك عاملها انت كويس وخليها مبتسمه
تركته ودلفت لغرفتها وهيا تسب وتلعن مريم واليوم التي جاءت فيه هذا المنزل، أما أمجد أندهش من حديث والدته وهز رأسه بيأس، جاءت مريم وبيديها أكواب العصير وضعتهم بجانب زوجها وقالت:
اتفضل ياحبيبي اومال ماما راحت فين
إلتفت نحوها بإهتمام قائلا:
دخلت تريح ياحبيبتي تعالي نطلع شقتنا نشربه ونسهر إحنا
اخذت مريم الأكواب وصعدت للأعلى مع زوجها وهيا سعيده من بداية تغيره معها.
________
في صباح جديد وتحديداً في الطابق الخاص بعصام كان نائم على فراشه ويتثائب أعتدل في جلسته وأمسك بهاتفه وقام بالأتصال على زوجته بعد عدة ثواني قامت بالرد عليه قائله:
ياصباح الفل والياسمين على حبيبي
قال وهو يهز رأسه:
بت ماتضحكيش عليا بالكلمتين دول
تعالت ضحكاتها و قالت:
وهو أنا اقدر أضحك عليك برضه
تنحنح قائلا:
هتيجي إمتى
أجابته بإندهاش:
ليه واحشتك ولا إيه
صمت للحظه قبل أن يعقب عليها:
انتي عارفه وواثقه اني مابقدرش على بعدك
قالت بثقه:
عارفه طبعا، أن شاء الله هاجي انهارده
اعترض قائلا:
لا دلوقتي
قالت بتساؤل:
ايه التحكمات دي، قلت هاجي بليل الله
تنهد بعضب و قال:
ماشي ماتغبيش بدل والله ماجي اقعد عندكم
ابتسمت وقالت:
ماشي خلاص مش هتأخر
_________

أحببته ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن